تأثير التوترات على أسعار النفط والذهب
بسام رعد
تعد التوترات الجيوسياسية بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران من أبرز العوامل التي تؤثر على الأسواق العالمية ، خاصة النفط والذهب . ومع تصاعد حدة النزاع بين الطرفين، شهدت هذه الأسواق تحركات ملحوظة، تعكس تأثير المخاوف والقلق من تداعيات الصراع على الاقتصاد العالمي. بعد أن أعلنت الولايات المتحدة يوم الأربعاء 11 حزيران إجلاء الموظفين غير الأساسين من سفارتها في بغداد، وسحب أسر العسكريين من مناطق في البحرين والكويت والعراق، بسبب المخاطر الأمنية المتزايدة. قفز خام برنت بأكثر من 4 بالمئة ليصل إلى 69,92 دولارا للبرميل نتيجة المخاوف من اندلاع نزاع مسلح في منطقة الخليج العربي التي تعتبر شرياناً رئيسياً لإمدادات النفط العالمية. حيث يمر عبر مضيق هرمز 21 بالمئة من النفط العالمي، وفي حال نشوب نزاع عسكري محدود فقد يحدث تعطل جزئي لصادرات النفط السعودي والعراقي والكويتي والإماراتي . كما أن أقساط التأمين قد تزيد بنسبة 300 بالمئة على ناقلات النفط بسبب المخاطر العسكرية.
على الجانب الآخر، يعتبر الذهب ملاذا آمنا للمستثمرين في أوقات عدم اليقين. حيث شهدت أسعار الذهب ارتفاعاً يوم الخميس مدعومة بتصاعد التوترات في الشرق الأوسط وضعف الدولار الأميركي . ارتفع السعر الفوري للذهب بنسبة 0.7 بالمئة ليصل إلى 3375.06 دولارا للأوقية، بينما ارتفعت العقود الآجلة بنسبة 1.5 بالمئة لتصل إلى 3395 دولارا.على المدى الطويل، تعتمد تحركات أسعار النفط والذهب على مدى استقرار الأوضاع الجيوسياسة في المنطقة. إذا استمرت التوترات أو تصاعدت إلى مواجهة عسكرية، فمن المتوقع أن تظل أسعار النفط مرتفعة بسبب مخاوف الإمدادات، بينما سيستمر الذهب في جذب المستمرين كملاذ آمن.ختاماً التوترات بين الولايات المتحدة وإيران تُبرز مدى ارتباط الأسواق العالمية بالأحداث الجيوسياسة. وفي ظل هذه الأوضاع فإن أسعار النفط حساسة للغاية مع وجود علاوة مخاطر جيوسياسة تبقي نفط برنت فوق 65 دولارا. في الفترة القادمة فإن مراقبة اجتماع مسقط يوم 15 حزيران وإجراءات الوكالة الدولية للطاقة الذرية ستكون محورية لتحديد المسار القادم لسوق الطاقة والمعادن النفسية ، مع الأخذ في الاعتبار أن الأسواق قد تظل متقلبة في الأمد القريب.