منصات مزدحمة بالضجيج
جليل عامر
في زمن السرعة، بات تطبيق التيك توك المنبر الأول لجيل كامل من الشباب.
ثوانٍ معدودة تختصر آراء، مواقف، وسلوكيات… لم يعد الغريب أن ترى شاباً أو فتاة بلا موهبة حقيقية، يتصدرون المشهد على تيك توك فقط لأنهم “يضحكون الناس”، أو لأنهم يتقنون الصراخ والجدال والرقص أمام الكاميرا. السؤال المرير هو:
كيف تحوّل نجوم الفلاتر إلى “مؤثرين”؟ وكيف صار من يملك أكبر قدر من اللامنطق، يحصد أكبر عدد من المشاهدات والمتابعين؟ المنصة بحد ذاتها ليست المشكلة، بل هي أداة. لكن الخطر هو ما نستهلكه نحن، وما نمنحه من دعم غير واعٍ.
حين نمنح للاشيء قيمة… نصنع فجوة في الوعي. وعندما يصبح المحتوى الفارغ أكثر انتشاراً من فكرة ناضجة أو موقف جريء، فنحن أمام أزمة ذوق وأزمة وعي. الجيل الجديد لا يُلام وحده، بل يصرخ من فراغ كبير صنعه غياب القدوة، والتعليم، والثقافة. فهل نحن على استعداد للنهوض ونشارك في تحمل هذه المسؤولية، أم سنظل أسرى للشكوى والعجز؟