في ذكرى سقوط الموصل قادة من ورق وفرق فضائية
سامي الزبيدي
في برنامج شهادات خاصة الذي كان يقدمه الدكتور حميد عبد الله من قناة(utv) الفضائية سابقاً استضاف فيه الفريق الأول الركن علي غيدان قائد القوات البرية الأسبق في الجيش الذي تحدث عن أسباب سقوط الموصل بيد داعش والأسباب التي ذكرها اغلبها بعيدة كل البعد عن الأسباب الحقيقية لسقوط الموصل ناهيك عن التناقض الكبير في أقواله أثناء حديثة وهو الذي يتحمل المسؤولية عن هذه النكبة مع قائد العمليات المشتركة الذي ذهب معه الى الموصل الفريق الأول الركن عبود كنبر بصفتهما المسئولان الرئيسيان عن كل مسارح العمليات وعن جاهزية وتكامل وتدريب واستعداد القوات البرية سواء في الموصل أو غيرها والمسؤول الآخر معهما قائد عمليات نينوى الغراوي , فقد حدد غيدان أسباب سقوط الموصل بثلاثة أسباب الأول ضعف القوات الأمنية (وهي قوات برية طبعاً ومسؤولية تدريبها وإعدادها وتسليحها ومعنوياتها وقوتها مسؤوليته بالدرجة الأولى) والسبب الثاني ضعف القيادة الميدانية حيث حمل المحافظ جزء كبير من مسؤولية سقوط الموصل وهو يعرف جيداً ان المحافظ لا يمتلك أية قطعات مقاتلة ولديه فقط الشرطة المحلية وواجبات الشرطة المحلية ليست القتال وإنما حفظ الأمن الداخلي والسبب الثالث الغريب جداً كما قال غيدان المناطق المتنازع عليها وهو يعلم ان الدواعش لم يأتوا من المناطق المتنازع عليها مع إقليم كردستان بل جاءوا من الصحراء المتاخمة لمحافظة الانبار من غرب الموصل من منطقة الحضر وهناك كانت معسكرات إقامتهم وتدريبهم , ومن يسمع هذه الأسباب من (قائد كبير) برتبة فريق أول ركن وقائد القوات البرية كلها يستغرب ويندهش , ولنحلل الأسباب التي ذكرها علي غيدان وفيها يدين نفسه ويدين قائد العمليات المشتركة وقائد عمليات نينوى وكل قادة الفرق وآمري الألوية والوحدات لأنهم قادة من ورق وليسوا قادة حقيقيين كفوئين ومهنيين ولنسال الفريق علي من المسؤول عن ضعف القوات وضعف تدريبها؟ المسؤول الأول قائد العمليات المشتركة والمسؤول الثاني هو قائد القوات البرية المسؤولين بالدرجة الثالثة قائد عمليات نينوى وكل قادة الفرق وآمري الألوية والوحدات فهؤلاء جميعا مسوؤلين عن تدريب وإعداد قطعاتهم وتهيئتها للمعركة أو للواجبات الأمنية ويشمل ذلك التدريب العسكري الاختصاصي كل ضمن تسليحه وواجبه ومنصبه والتدريب التعبوي بمستوى الحضيرة والفصيل والسرية وصولا الى الفوج والتدريب ألاستخباراتي والتدريب البدني لرفع اللياقة البدنية لجميع المقاتلين والتدريب النفسي والمعنوي لرفع معنويات المقاتلين وتهيئتهم لظروف المعارك دون خوف أو تردد ولا أريد الخوض في تفاصيل مواضيع التدريب لأنها عديدة ويعرفها كل القادة والآمرين وإذا كانت القطعات ضعيفة التدريب كما شخصها قائد العمليات البرية فمن المسؤول عن الضعف ؟ وماذا كانت تفعل هذه القطعات قبل المعركة ؟ولماذا لم يتم تدارك هذا الضعف قبل حدوث المعركة وكانت القطعات في معسكراتها ومناطق انفتاحها عدة سنين ولماذا لم يتم تدريبها ليتم تجاوز ضعفها ؟ الجواب واضح وهو ان كل القطعات وكل القادة والآمرين كانوا مشغولين بالتهريب خصوصاً النفط و مشغولين بأخذ الاتاوات من أبناء الموصل والاتاوات يجب ان تدفع بالدفاترالخضر(بالدولار )وكل أبناء نينوى مشمولين بدفع الاتاوات ومن لم يدفع فمصيره الاعتقال وتهمة (4 إرهاب جاهزة) فالمقاول يدفع والمزارع يدفع وصاحب الفندق يدفع وصاحب المحل يدفع وصاحب محطة الوقود يدفع ومالك المعمل يدفع وحتى صاحب ساحة وقوف السيارات وغيره يدفعون وكان قائد عمليات نينوى وقادة فرقه مشغولين بالتضييق على المدنيين وابتزازهم والتجاوز عليهم والتعامل بطائفية وقحة معهم وإسماعهم عبارات طائفية غير لائقة مما ولد تذمر كبير عند المدنيين ونفور من القوات الأمنية بحيث وصل الأمر بأهل الموصل أن يتقبلوا أي جهة تنقذهم من تصرفات ومضايقات وإتاوات القوات الأمنية وان كانت داعش ,أما ما يخص ضعف القادة المدنيين ويقصد به المحافظ فالمحافظ ليس قائد عسكري إنما موظف إداري مدني وليس بمقاتل وليس لديه قوات وغير مسؤول عن العمليات العسكرية وحماية الموصل وكل ما لديه قوات شرطة محلية تعمل في مراكز الشرطة وواجباتها معروفة فهي ليست مقاتلة والمسؤول عن حماية الموصل ولديه القطعات والإمكانيات لذلك هو قائد عمليات نينوى وقادة فرقه وليس القادة المدنيين كالمحافظ وغيره أما السبب الثالث الذي ذكره وهو المناطق المتنازع عليها فهذه مسؤولية القائد العام للوات المسلحة لماذا تركها بدون قطعات ؟ ولماذا سمح للبيشمركة التواجد فيها وعندما شنت داعش هجومه انسحبوا منها وتركوها , ثم ان داعش في هجومها على الموصل لم تأت من المناطق المتنازع عليها بل من الصحراء في الغرب , والمشكلة ان المحاور عندما سأل قائد القوات البرية عن حجم القوات الموجودة في الموصل قبل هجوم داعش وقوتها أجاب ان القوات هي الفرقة الثانية من الجيش والفرقة الثالثة من الجيش والفرقة الثالثة شرطة اتحادية وهي قوات متماسكة ومتكاملة وكافية للدفاع عن الموصل وكل هذه الفرق ويدعي ان من أسباب سقوط الموصل ضعف القوات فهل كل هذه القوات ضعيفة وما فيها قوات مدربة وقوية ؟ ومن يتحمل مسؤولية ضعفها ؟ وهذا تناقض في أقواله , ثم يذكر انه زار خط الصد الذي أنشاه قائد عمليات نينوى فوجده غير منظم والقطعات فيه ضعيفة وخائفه وقبلها قال ان القوات كافية ومتماسكة وهنا يقول ضعيفة وخائفه !!! فماذا فعل لتقوية هذا الخط ولماذا لم يعززه بقوة من الاحتياط أو غيرها وهو الذي اخبر قائد العمليات نحن جئنا لتقديم الدعم والإسناد ولم يذكر ما هو نوع وحجم الدعم والإسناد الذي قدمه هو وقائد العمليات المشتركة لقائد عمليات نينوى الذي نفى تقديم أي إسناد له من قبلهما , كما قال أيضاً ان الفرق متكاملة وعندما سأله المحاور عن الفضائيين وان الفرق كانت تشكو من نقص كبير في المقاتلين المتغيبين لأسباب مختلفة أهمها الفساد أجاب بعدم وجود فضائيين في القطعات في حين ان قائد عمليات نينوى اعترف بذلك في إفاداته وان الفضائيين والفساد السبب الرئيسي لسقوط الموصل كما أكد رئيس الوزراء الأسبق العبادي بعد تحرير الموصل بوجود(خمسون ألف فضائي) في الجيش وهذا يعني وجود أكثر من (10) فرق فضائية في الجيش . ان أسباب سقوط الموصل التي ذكرها المحللين العسكريين ولجنة التحقيق في سقوط الموصل و يعرفها الجميع حتى المدنيين هي فساد القادة والآمرين وقواتهم وانشغالهم بأمور ليست من واجبات الجيش وهي التهريب واخذ الاتاوات وابتزاز المواطنين وإرسال مبالغ الاتاوات الى مكتب القائد العام للقوات المسلحة ومنها توزع للسياسيين كل له حصته ولمن يريد ان يتأكد عليه ان يسال ماذا كان يملك مدير مكتب المالكي فاروق الاعرجي قبل الاحتلال وماذا يملك الآن من شقق وعقارات في الخارج وفي بغداد وماذا كان يملك الغراوي قبل الاحتلال وماذا يملك الآن من شقق في الأردن وتركيا وعقارات عديدة في بغداد ومستشفى مدني ومزارع وحقول اسماك في العمارة وهكذا اغلب القادة والآمرين الذين امتهنوا الفساد والسرقة على حساب الواجب والشرف والمهنية والدفاع عن الوطن والشعب , فمسؤولية هذه الجريمة يتحملها بالدرجة الأولى القائد العام للقوات المسلحة ووزيري الدفاع والداخلية آنذاك وآمري جهاز المخابرات والأمن الوطني علماً ان كل هذه المناصب كان يشغلها رئيس الوزراء الأسبق المالكي ويعين فيها وكلاء له ويتحملها قائد العمليات المشتركة وقائد القوات البرية وقائد عمليات نينوى وقادة الفرق وآمري الألوية والوحدات العاملة في نينوى ويتحمل جزءا كبير منها مدير مكتب المالكي فاروق الاعرجي الذي كان يتدخل في تعيين قادة العمليات والفرق وتعيينهم يتم ليس على الكفاءة والمهنية والنزاهة إنما لمن يدفع أكثر فهذه المناصب كانت تباع بالدولار,هذه هي الأسباب الحقيقية لسقوط الموصل لا كما ذكرها علي غيدان .