طهران تضع واشنطن في خانة العدو وتنسحب من مباحثات النووي

طهران - زراق نامقي

روما - صلاح السلام

سحبت إيران يدها من المباحثات النووية مع الولايات المتحدة التي تجري بوساطة عمانية، فيما أكدت إن واشنطن لم تعد طرفاً محايداً بل شريك مباشر للعدوان الإسرائيلي الذي يطال أراضيها وقادتها. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية إسماعيل بقائي في بيان قبيل المحادثات التي كانت مقررة اليوم الأحد إنه (من الواضح في مثل هذه الظروف وإلى أن يتوقف عدوان النظام الصهيوني على الأمة الإيرانية، ستكون المشاركة في حوار مع طرف هو أكبر داعم وشريك للمعتدي بلا معنى). وعاشت إسرائيل، ليلة مرة تحت وابل الصواريخ الإيرانية التي مزّقت قبتها الحديدية، رداً على عدوانها الذي استهدفت فيه قائدة في الحرس الثوري وقصف منشآت نووية، فيما ردّت إسرائيل على الصواريخ الايرانية باغتيال ثلاثة علماء نوويين في تصعيد ينذر بانفجار أوسع في المنطقة. وذكر التلفزيون الإيراني أمس إن (ثلاثة من العلماء النوويين في البلاد وهم علي بقائي كريمي ومنصور أصغري وسعيد برجي، استشهدوا في الهجمات الإرهابية للكيان الصهيوني)، وأضاف إن (الدفاعات الجوية أصابت وأسقطت طائرتين مقاتلتين صهيونيتين من طراز اف 35). وأفاد الإعلام الإيراني في وقت سابق، إن ستة علماء قتلوا في الضربات الإسرائيلية. وعيّن المرشد الايراني علي خامنئي، قائدا جديدا للقوة الجوفضائية بعد مقتل سلفه في ضربة إسرائيلية. وأعلن خامنئي في مرسوم (تعيين مجيد موسوي مكان أمير علي حاجي زاده قائدا للقوة الجوفضائية في الحرس الثوري الإيراني). في غضون ذلك، قال السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة، إن الضربات الإسرائيلية على إيران أسفرت عن مقتل 78 شخصا، بما في ذلك كبار القادة العسكريين، وإصابة أكثر من 320 آخرين. وأضاف السفير أمير إيرواني خلال اجتماع لمجلس الأمن أمس إنه (حتى الآن، استشهد 78 شخصا، بما في ذلك كبار المسؤولين العسكريين، وأصيب أكثر من 320 آخرين)، وأضاف عن (الغالبية العظمى منهم مدنيون، وبينهم نساء وأطفال). بينما أكد جهاز الإطفاء الإسرائيلي، إن فرقه تستجيب لعدة حوادث كبرى ناجمة عن الهجوم الصاروخي الإيراني، بما في ذلك جهود إنقاذ أشخاص محاصرين في برج عال. وقالت إدارة الإطفاء في بيان إن (طواقم الإطفاء تتعامل مع عدة حوادث كبرى، ولاسيما في منطقة دان ضمن محيط تل أبيب)، وأضاف إن (عناصر الإطفاء يعملون في مبنى شاهق الارتفاع لإنقاذ أشخاص محاصرين وإخماد حريق، بالإضافة إلى الاستجابة لموقعين متضررين آخرين). وأظهرت لقطات من وسط تل أبيب، تصاعد نيران ودخان من برج سكني، مع فجوة كبيرة من جراء انفجار. بعدما استهدفت إسرائيل مواقع عسكرية ونووية في جميع أنحاء إيران، أطلقت طهران بعدها، مسيّرات تلاها وابل من الصواريخ. وجاء في بيان للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إيفي ديفرين إنه (في السلسلتين، تم إطلاق أقل من مئة صاروخ، وتم اعتراض معظمها بواسطة أنظمة الدفاع الجوي أو لم تصل)، وتابع إن (هناك عدد محدود من الإصابات في المباني، بعضها ناجم عن شظايا من جراء عمليات الاعتراض). كما أظهرت صور في تل أبيب، شارعا مليئا بحطام المباني القريبة التي تضررت واجهاتها من جراء انفجار صاروخ. بدوره، قال متحدث باسم الإسعاف الإٍسرائيلي في تصريح أمس إن (21 شخصا أصيبوا جراء الصواريخ، بينهم اثنان في حال خطرة). وأظهرت لقطات في رمات غان، رجلا مصابا يقف في الشارع، وأنفه ملفوف بالشاش وقميصه مضرج بالدماء. على صعيد متصل، رأى الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني في بيان أمس إن (ما يحدث في إيران، هو نتاج سياساتها المُثيرة للحروب وزعزعتها للأمن الإقليمي والعالمي).