فراغ القيادة في غزة يثير تساؤلات بعد أكثر من عام من الحرب
التعاون الإسلامي يدين إعتداء الإحتلال على سفينة كسر الحصار
جدة - الزمان
رام اللـه - لارا احمد
أعربت منظمة التعاون الإسلامي عن إدانتها الشديدة للاعتداء السافر على سفينة «مادلين» واختطاف من عليها من شخصيات سياسية وانسانية، معتبرة ذلك امتدادا لإرهاب الدولة المنظم الذي تمارسه اسرائيل «قوة الإحتلال». وثمنت المنظمة الجهود والمبادرات الإنسانية وفعاليات التضامن الدولية مع الشعب الفلسطيني، وطالبت بالإفراج الفوري عن الناشطين الدوليين وتوفير الحماية لجميع العاملين في المجالين الإنساني والطبي والإعلامي، وأكدت ضرورة السماح بدخول المساعدات الإغاثية والإنسانية بشكل كافٍ ومستدام إلى قطاع غزة.كما جددت المنظمة دعوتها جميع الأطراف الدولية الفاعلة إلى تحمل مسؤولياتها تجاه إلزام الاحتلال الإسرائيلي وقف جميع جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والتدمير والتجويع والحصار التي يرتكبها ضد قطاع غزة.
تحمل مسؤولية
ومع استمرار الحرب على غزة واستمرار شلال الدم والدمار، تتزايد التساؤلات الحادة حول غياب القيادة وتحمل المسؤولية. فبعد اختفاء يحيى السنوار ومحمد شُبَانة عن المشهد، يعيش سكان غزة تحت وطأة واقع مأساوي بلا صوت واضح يعبّر عنهم أو يضع حداً لمأساتهم.
هذا الفراغ السياسي يُفاقم من الشعور العام بالخذلان، إذ يتساءل الناس من قلب الحصار: من يتخذ القرارات؟ من يفاوض باسمنا؟ ومن يقرر استمرار هذه الحرب، التي حصدت أرواح الآلاف وهجّرت الملايين، بينما يعيش من في الخارج بأمان على مسافة بعيدة من الجوع والخوف والدمار؟
في ظل هذا الغياب، تحوّلت غزة إلى ساحة مفتوحة للقتل والتهجير الممنهج، دون رؤية واضحة لإنهاء المأساة. ومع كل يوم يمر، تزداد مساحة الاحتلال على الأرض، وتتقلص فرص النجاة والكرامة الإنسانية. ومع غياب قيادة حقيقية، يزداد الواقع الميداني انهياراً، ويبدو أن المعاناة أصبحت حالة «مُدارة» أكثر من كونها مأساة يُسعى لإنهائها. ويتساءل كثيرون: إذا لم يعد هناك من يمسك بزمام القرار في الداخل، فما الذي يُبقي على هذا الواقع؟ ومن الذي يملك الشجاعة اليوم ليقول كفى؟ كفى تجويعاً، كفى تضحيات عبثية، وكفى صمتاً أمام آلة التدمير.
ما يحتاجه الغزيون اليوم ليس فقط وقف إطلاق نار، بل وجود قيادة تمثلهم بصدق، تُنهي هذه الحرب وتعيد الأمل إلى شعب لم يعد يملك شيئاً سوى الانتظار وسط الركام. هذا الغياب ليس مجرد فراغ سياسي، بل هو جرح يومي ينزف في وعي شعب ما زال يبحث عن من ينقذه من هذا الجحيم المستمر.
على صعيد متصل لاحظ المرصد الإعلامي لمنظمة التعاون الإسلامي لجرائم إسرائيل ضد الفلسطينيين في بيان تلقته (الزمان) أمس تكرار إسرائيل، قوة الاحتلال، لسيناريو «مجازر الطحين» في قطاع غزة، التي جرت في بداية عام 2024. وفي مطلع الأسبوع الماضي، أطلقت قواتها النار على مائتي فلسطيني، قتلت منهم 75 كانوا في طريقهم للحصول على المساعدات من مركز أمريكي في قطاع غزة.
يذكر أن هذه المجزرة جاءت في سياق سياسة التجويع والقتل المتعمد التي كانت قد طبقتها قوات الاحتلال بالفعل في 25 يناير و29 فبراير 2024، عبر مجزرتي دوار «الكويت والنابلسي» والتي راح فيها قرابة الـ 150 شهيدا، شمال وغرب مدينة غزة.
إلى ذلك، دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش إلى إجراء تحقيق في مجزرة رفح، خاصة بعد الاكتظاظ الذي جرى للحصول على المساعدات وفق شروط الاحتلال، وفي ظل غياب المنظمات الدولية المتعارف عليها، وفي الوقت الذي شنّ فيه جيش الاحتلال اعتقالات بين الفلسطينيين، وأطلق النار بشكل عشوائي على الجوعى.
على الصعيد نفسه، أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) إعدام قوات الاحتلال أحد موظفيها في ميدانيا في غزة، بينما أعلن برنامج الغذاء العالمي عن استيلاء مجهولين في قطاع غزة على 77 شاحنة في طريقها إلى توزيع المساعدات. وأوضح المرصد الإعلامي بأن قوات الاحتلال، وطوال الأسبوع الماضي، عمدت إلى استهداف منازل المدنيين وخيام النازحين والشوارع المكتظة بالمهجّرين في مختلف مناطق القطاع، حيث وثق المرصد سقوط 398 شهيدا في سبعة أيام، و55800 في الفترة بين 7 أكتوبر 2023 وحتى 2 يونيو 2025، فيما أصيب1757 فلسطينيا في الفترة بين 27 مايو - 2 يونيو 2025، بالإضافة إلى 132647 جريحا منذ بدء العدوان. وقتلت قوات الاحتلال الصحفي حسان أبو وردة شمالي غزة، ليصل عدد الصحفيين الذين استشهدوا منذ بداية العدوان على قطاع غزة إلى 223 صحفيا. وجاء هذا العدوان الدموي في الوقت الذي هجّرت فيه قوات الاحتلال 250 ألف فلسطيني من مخيم جباليا، فضلا عن إخلاء أحياء جباليا البلد، والعطاطرة، والشجاعية والدرج، والزيتون، في مدينة غزة، ونسف منازل في شمال غزة.
وفي الضفة الغربية، بلغ عدد اقتحامات قوات الاحتلال في بحر أسبوع، 317 اقتحاما اعتقلت خلالها 142 فلسطينيا، حيث اشتمل العدد على 9 أطفال، بالإضافة إلى جرح خمسة أطفال، بينما اقتحمت قوات الاحتلال مدرسة المستقبل الأهلية في مخيم شعفاط بمدينة القدس، وأخضعت الطلبة للتفتيش.
خيام سكنية
وهدمت قوات الاحتلال 8 منازل، في الفترة الأسبوعية المذكورة، بالإضافة إلى العديد من الحظائر والخيام السكنية، ومغسلة وموقف سيارات قرب حاجز قلنديا، ومنشأة تجارية في حي جبل المكبر في القدس، وجزء من حديقة عامة في قرية المغير برام الله. وصادرت 14.917 دونما من أراضي في محافظتي نابلس وقلقيلية. وجرفت أراض زراعية في بلدة بروقين وشوارع وخطوط مياه واقتلعت أشجارا في قرية دوما بنابلس، فضلا عن أراض في قرية ترمسعيا برام الله، وفي قرية دير بلوط في سلفيت، كما اقتحمت مسجد أبو بكر الصديق ورفعت علم الاحتلال على قبة المسجد في مخيم نور شمس بطولكرم.
وفي استمرار لسياسة السطو الإسرائيلية، استهدفت قوات الاحتلال محال الصرافة ومدخرات الفلسطينيين شملت أفرع محلات شركة الخليج للصرافة الفلسطينية في طوباس وبيت لحم والخليل وطولكرم وقلقيلية ونابلس، بالإضافة إلى محلات فخر الدين للصرافة، ومبالغ مالية ومصاغ ذهبي من أفراد فلسطينيين في جنين وطولكرم وأريحا والخليل، ومبالغ من مقهى، وصادرت كمية من الذهب والمال من محلات الأشقر للمجوهرات في قلقيلية ونابلس، ومبلغ مالي من شركة فخار في الخليل.
وبلغ عدد اعتداءات المستوطنين وأنشطتهم في الضفة الغربية 91، حيث قاموا بـ 77 اعتداء طال أحدها مقر الأونروا في حي الشيخ جراح حين تعرض لاقتحام عضو الكنيست الإسرائيلي، «يوليا مالينوسكي»، بالإضافة إلى مهاجمة مركبات الفلسطينيين في باب الساهرة في البلدة القديمة بالقدس.
واستولى مستوطنون على كهف لعائلة فلسطينية في مسافر بلدة يطا في الخليل، بعد أن سرقوا محتوياته، وأدخلوا ماشيتهم إليه. وسرقوا صهريج مياه في قرية بردلا في بطوباس، وجرار زراعي من قرية ياسوف بسلفيت.
وأحرق المستوطنون أراضي زراعية في سنجل، وسهل مرج سيع، وقرية كفر مالك وقرية المغير في رام الله وأراض في قرية حارس في سلفيت، ومركبتين في قرية رمون برام الله. كما أحرقوا 15 مركبة، وحطموا نوافذ منازل وألحقوا أضرارا مادية بـ 4 منازل في قرية قريوت بنابلس. وقاموا برعي ماشيتهم في العديد من القرى. فيما قطعوا خطوط كهرباء تغذي منازل ببلدة العوجا في أريحا، ودمرت قوات الاحتلال خط مياه يغذي منازل في بلدة سبسطية، يصل طوله قرابة الكيلو متر.
وبلغ عدد الأنشطة الاستيطانية 14 نشاطا، وضع المستوطنون في الأثناء بيوتا متنقلة في قرية بيرين بالخليل، وفي منطقة عيون الحرامية برام الله، وفي منطقة سهل أم القبا في طوباس، بالإضافة إلى وضع بيت متنقل وخيمة شمال بلدة بروقين في سلفيت، وواصل المستوطنون العمل في إقامة بؤرة استيطانية جديدة في منطقة القلع قرب قرية المغير وأمام مدخل قرية دوما في نابلس، وبلدة العوجا بأريحا، ومنطقة مسافر بني نعيم شرق مستوطنة «بني حيفر». وقام مستوطنون بإعادة تأهيل طريق يربط مستوطنة «نعران» بشلال العوجا في أريحا. وجرف آخرون أراض تحت حماية قوات الاحتلال في قرية سرطة بسلفيت، وأرضا في قرية عوريف بنابلس.
ووضع مستوطنون علامات أرضية على أرض تابعة لقرية مخماس بالقدس، وأزالوا سياج الأرض بهدف الاستيلاء عليها، وشق مستوطنون طريقا استيطانيا جديدا شمال بلدة العوجا بأريحا، وسيّجوا أراض مملوكة للبطريركية اللاتينية في الأغوار الشمالية، ليصل عدد الجرائم الإسرائيلية على مدى الفترة التي جرى رصدها نحو 3024 جريمة في مختلف المناطق الفلسطينية.