أمل في مهب التيه
موفق قاسم الخاتوني
لـمـلمْ بَـقَـايا الــروح بَـعثَرهَا الأسَـى
و انـفُضْ عَـن الـقَلبِ المُعَنَّى ما قَسَا
.....
و اشـرِقْ فَـقدْ طَـالَ الظلامُ و بؤسهُ
قـد عَـاثَ فِيكَ و لمْ يَدعْ لك مُؤنِسَا
.....
حــتــى غَــــدَوتَ بِـمَـهـمَـهٍ أَبـوابـهـا
قــد غُـلّـقَتْ و الـمـوتُ سَــادَ تَـرأسَا
.....
و تَـسـيرُ وحــدكَ و الـدروبُ مَـتَاهةٌ
و أحــال ذاكَ الـصَـبح لـيلاً عَـسعَسَا
.....
أنَّــى اتَّـجَـهتَ کَوَتــكَ نَـارُ هَـجيرها
و الـقـلـبُ أظــمَـأهُ الــعـذابُ تَـيَـبَّسا
.....
و يَـصِـيـحُ وا غَــوثـاً لِـيُـطفئ نَــارَهُ
لــكــنـهُ حـــتــى صَـــــدَاهُ أُخْــرِسَــا
.....
و تُـحـيـطهُ نـهـشـاً جَـمـيـع هَـوامـها
تَـغـتَـالهُ جَــهـراً و تُــودِعـهُ الأســـى
.....
﴿مِنْ كُلِّ حَدْبٍ يَنْسِلونَ﴾و هُمْ على
هــــذا تَــعَـاقَـدَ ظـلـمُـهـمْ و تـمـرَّسـا
.....
سَـاقوا الـنَوائبَ في الضلوعِ مُقَامها
دَكَّــــتْ هــمـومـاً بـالـفـؤادِ و أيَّــسَـا
.....
كَـيـفَ الـسـبيل إذا الـجـميع بِـغَـيهمْ
يَــبــغُـونَـهُ مُــتَـشـتِـتـاً و مُــهَــرسَــا
.....
نَـثَروا رصـاصَ الـشَوكِ حِـقدا كالحاً
و الـجـهلُ قــد زاد الـظلامَ تـغَطرُسَا
.....
و مـضى بِـتيهِ الـضّيمِ يـدعو واحداً
أنْ لا يَدوم التَعسُ في بؤسٍ..عَسَى
.....
و الـشّمسُ تـشرقُ فـي سَـمَانَا بَسمةً
و الـصـبـحُ يــرجـعُ زاهـيـاً مُـتَـنفسا
.....
و يَـسـودُ نُــورُ الـحُـبِّ فـي أرجـائِنا
و رَبِـيـعُنَا بـالـسِلمِ و الأمـنِ اکتَـسى