الإعلام المحلي يعكس نتائجه على مسيرة أسود الرافدين
بغداد - اسعد الدلفي
كانت مسألة تأهل المنتخب العراقي متاحة بشكل كبير بحسب مستوى المنتخب في التصفيات الاولية, والدعم الحكومي الكبير, ووفرة اللاعبين المغتربين ذوي المستويات المبهرة, مع وجود بعض المحليين الذين يستحقون فرصة اللعب للمنتخب, مع توفر كادر تدريبي اجنبي, حيث كان يكفينا نقاط الكويت وفلسطين وعمان للتأهل المباشر, وكان الجمهور يتأمل ان تعود فرحة كاس العالم بعد فشل كل المحاولات في تصفيات 1990 و 1994 و 1998 و2002 و 2006 و 2010 و 2014 و2018 و2022, وكل الاخفاقات السابقة حصلت بسبب قرارات الاتحاد الغبية وقد فصلناها في مقالات سابقة, وكنا نتأمل ان لا تتكرر الاخطاء السابقة ونحقق التأهل لكاس العالم.
لكن يبدو ان هناك شخوص خلف الستار, ممن يمكن ان نطلق عليهم لقب اشباح شريرة, ذات نفوذ كبير وقدرات مالية ضخمة, هي من تتحكم بالمشهد الكروي, وكانت ارادة الاشباح الشريرة على خلاف حلم 45 مليون عراقي.
تحريك الاعلام ضد المغتربين
بسبب ارتباط بعض الاشباح او ابنائهم بعلاقات مع بعض اللاعبين المحليين ممن انتهى عمرهم الافتراضي, لذلك كانت ارادة تلك الأشباح ان يكون هؤلاء اساسيين حتى لو خسر العراق كل مبارياته, فهم لا يستطيعون ان يقبلوا بمنتخب عراقي من دون هؤلاء اللاعبين المحليين المنتهين, وقد عمدوا لتحريك بعض البرامج الرياضية المحلية التي تنهق اذا توفر الدولار, فلا يهمها المنتخب العراقي ولا نتائجه, بقدر اهتمامهم بالدولارات, وهكذا نسجت مسرحيات وقحة ضد اللاعبين المغتربين طيلة أعوام 2021 و 2022 و 2023 و 2024 و 2025 من دون أي أخلاق ومبادئ فالاعلام المحلي الداعر لا يخجل من الكذب والافتراء ما دام يدخل في رصيده الدولارات. وبسرعة تنتشر أفكارهم عبر مواقع التواصل وتلقى انزعاجا عراقيا واضحا من خلال التعليقات, لكن كان المشهد الرياضي يتعرض لزلزال كلما بثت تلك الحلقات المسمومة من تلك البرامج الرياضية المحلية الداعرة.
إعلام يدافع
وتستمر الأشباح المتنفذة في تغذية تلك البرامج المحلية, وهذه المرة في دعم كل شخصية رياضية تحارب المنتخب, او يختلق المشاكل, او يتدخل في التشكيل, ووصل الامر بالبعض حتى الطعن باعراض اللاعبين المغتربين في سبيل تحطيم وحدة المنتخب, وتجد اهتماماً كبيراً من هذه البرامج في تسليط الضوء على التجاوزات التي تحصل في البرنامج, علـى لاعبي المنتخب «المغتربين».
بل هناك دعم من (الاشباح) لكل اعلامي او مدرب عاطل او لاعب معتزل ممن يهاجمون المنتخب ويصبحون ضيوفا دائمين على تلك البرامج المحلية, ما دام يشتمون ويسبون ويسقطون بلاعبي المنتخب المغتربين, ويزرعون بذرة الخلاف داخل المنتخب.
وخلال هذه الفترة تم تأسيس بعض المراكز الاعلامية والتي تضم كل صوت يهاجم المنتخب او اللاعبين المغتربين, مدربين ولاعبين معتزلين وصحفيين ومحللين, يجمعهم دولارات الأشباح, ويعملون كفريق واحد من خلال اجتماعاتهم بهذه المراكز, ثم ينتشرون في البرامج والصفحات لنشر سمومهم ضد المنتخب العراقي.
هذه الحرب أعطت ثمارها عبر حصول انشقاق داخل المنتخب بين لاعبين المحليين واللاعبين المغتربين, مما أثر سلبا على نتائج المنتخب وتراجع أدائه عن التصفيات الاولية التي شهدت توهج المنتخب.
المستقبل الكروي
مع استمرار وجود الاشباح المتنفذة, فالمنطق يقول لن ينتصر المنتخب العراقي, بل تستمر المشاكل خصوصا ان هناك لوبي من شخصيات واعلاميين ومدربين عاطلين ومحللين يتناغمون مع مواقف الاشباح, ويعمل على افشال رحلة المنتخب, والموضوع صعب جدا بل خارج السيطرة, والقضية ترتبط بوضع البلد, وتراخي القانون أمام الاشباح التي تعبث بكل شي.
فيمكن القول ان المستقبل مقلق جدا, ولا نتوقع مع وجود الاشباح الشريرة تحقق شي لصالح العراق.
لكن نعول على الجمهور العراقي وضغطه عبر مواقع التواصل في فضح تلك المسرحيات, وكشف هزالة اداء كل لاعب مسنود من تلك البرامج والصفحات, وهو ما حصل بعض المرات وافشل بعض المخططات, لذلك الامل ليس في الاتحاد, ولا في الاعلام, ولا في الصفحات الرياضية المتخصصة, بل الامل بالشعب العراقي ان يدحر مؤامرات الاشباح ويعطل برامجهم.