صالح كريم يميل إلى الواقعية الحديثة: للون رمزية و طقوس لولاهما لما يكتمل العمل الفني
بابل - كاظم بهية
صالح كريم (1947 البصرة) خريج أكاديمية الفنون الجميلة – جامعة بغداد (1973- 1974) عمل في اماكن عدة بعد تخرجه في تربية البصرة– قسم الوسائل التعليمية و تلفزيون البصرة وعمل رسام ومصمم في جريدة المرفأ البصرية، ترأس قسم الفنون التشكيلية في معهد الفنون الجميلة في البصرة منذ تأسيسه حتى عام 1999، غادر الوطن الى العاصمة الاردنية عمان، ثم عاد الى ارض الوطن بعد التغيير السياسي، عمل في نقابة الفنانين وجمعية التشكيلين العراقيين فرع البصرة، ومازال مستمرا بنشاطه التشكيلي في مدينته ويعد من روادها من خلال رسوماته ولوحاته وتصاميمه ومعارضه المتميزة، التي تميزت بمواضيعها التي يحاكي البيئة البصرية وطبيعتها الخلابة، والمعروفة ببساتين نخيلها الشامخ وفلكلور تراثها الجميل، انه (خلِص الفنان صالح كريم لرؤيته الأخلاقية تجاه الواقع الاجتماعي، فيحاكي نشاط شخصياته ومواقفها اليومية ويحيطها بعاطفته الرسموية حدَّ التماهي والتداخل مع أوضاعها التعبيرية. يحشد الفنان شخوص لوحته ويسد ثغرات المساحة التصويرية حولها كي لا يتسلل شعورٌ بالتهاون في تصميم أوضاعها او ضعفٌ في التصور الإنساني لحضورها الكثيف في اطار تلك المساحة. وكلما ارتصّت الشخوص والتحمت في مشهد مستوحى من الطبيعة (الريفية خاصة) وضَحَ إخلاصُ الفنان لمنهجه التشخيصي وكانت المحاكاة أصدق من بناء مشهدٍ تزيينيّ يوشّح الواقعَ الحقيقي الذي جاءت منه وحسب). هذا ما قال عنه القاص البصري محمد خضير.
ولتسليط الضوء على منجزه وعن تواجده في تلك الفترة هناك حدثني قائلا :عملت في الجامعات الاردنية لفترات طويلة اذ كانت لي تجربة في الاطلاع على الفنون التشكيلية العربية وكانت لي اسهامات في المعارض الفنية العربية التي اقيمت في مدن الوطن العربي، كتونس والمغرب واليمن وعمان ، وحصلت على العديد من الجوائز والشهادات التقديرية.
□ كيف كانت رحلتك مع الفن التشكيلي؟
-تجربتي مع الفن ابتدأت مع نعومة أظفاري في الابتدائية، وبعدها شجعني اخي الكبير «طيب الذكر» فقد كان ماركسي الهوى، وكان دائما يطلعني على الفن والرسم الواقعي والاشتراكي من خلال نشرات اشتراكية كانت متوفرة بداية ثورة تموز 1958، وكنت استلهم منها روح الحافز والقدرة في ان اتعلَّم كل ما هو جديد، وأربطه بالواقع رغم صغري وصغر تجربتي، الا انني كنت أفكر في معهد الفنون الجميلة وقدمت بعد ان سبقني أصدقائي غسان دَاوُدَ فيضي وفوزي العائدي.
موروث شعبي
□ الى اي مدرسة فنية تنتمي وما هي احب الالوان على نفسك؟
-أميل للواقعية الحديثة، وأحاول جهدي ان أستفيد من الموروث الشعبي والفلكلور والتراث. أحاول الربط بين الماضي والحاضر. ا ما بالنسبة احب الالوان لي، هو لون الارض يبهرني ولون الشط، كوني قريب من شط العرب والصحراء قريبة مني والطين يحيط بي، واغلب مايروق ببالي لون الطين، فهو موجود في اغلب لوحاتي، الالوان الاخرى تأتي للتوضيح اي أضع اللون المناسب لأي قضية مناسبة للضرورة التي تتطلب اللون فيها.
□ ولماذا هذه اللون بذات؟
- للون رمزية وله طقوس ودلالات كما هو معروف عند الناس، فاللون مكملا للفكرة في الرسم لولاها لما يكتمل العمل الفني.
□ كيف ترى واقع الفنون التشكيلية في البصرة؟
-البصرة ولادة للأبداع و منتجة للفنانين امثال: فيصل لعيبي وصلاح جياد واسماعيل فتاح الترك ومحمد راضي وعجيب مزهر والكثير من الاسماء لكنه لا يستطيع المكوث فيها، الان جهود شخصية ومبادرات بسيطة والا فان فيها معهد فنون وكلية فنون ومع هذا الفنان مهمش ليس له دور فاعل.
□ أرى المرأة تحتل مكانة في اعمالك الفنية فهل لنا ان نعرف ما هذا السر ؟
-المرأة بالنسبة لي هي كل شيء عندي،لان لها الدور الثوري البناء في المجتمع، وهذا ما وجدته عند والدتي، التي تأثرت بها كمرآة حديدية لا تخاف وكانت تتابع اخي في سجونه ومعتقلاته، وكنت أصاحبها وانا صغير وكنت افهمها وهي صديقتي وقد تأثرت بها كثيرا وكانت هي قضيتي، ولهذا طرحت لوحاتي من خلالها.
□ ارى كثرة اعمالك الفنية على شبكة التواصل الاجتماعي ،هل النشر هنا افضل من اقامت الاعمال في قاعة مغلقة او ماذا؟
-طبعا، في شبكة التواصل الاجتماعي، عدد المعجبين بلوحة قد يصل الى عدد خيالي قياسا بالقاعات المغلقة، اعرض فيه للكل دون تمييز، (السوشيل ميديا) نافذة نطل من خلالها على مختلف الاعمار والجنسيات ونستطيع إيصال العمل لمختلف الشرائح لمشاهدته.