الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
حرب العقول.. حين تتحول المعركة إلى ساحة الفكر والاستخبارات

بواسطة azzaman

حرب العقول.. حين تتحول المعركة إلى ساحة الفكر والاستخبارات

حيدر عبدالجبار البطاط

 

في فجر الثالث عشر من حزيران 2025 كُشف الستار مجددًا عن طبيعة الحرب الحديثة التي تخوضها الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني.

حربٌ لم تعد تستهدف القواعد العسكرية أو البنى التحتية فحسب.

بل أخذت منحىً  أكثر خطورة وتعقيدًا ؟!!

إنها حرب استهداف العقول والفكر وتصفية أصحاب الرؤية والتأثير ، لا بالصواريخ والطائرات فقط بل بالأدوات الاستخبارية والنفسية والإعلامية.

فلم يعد المطلوب تدمير منشأة نووية أو ضرب قاعدة جوية ، بل المطلوب شلّ العقل الذي يدير.

وإخماد الوعي الذي يقود وتفتيت البنية الفكرية للمجتمع المقاوم.

إنهم يستهدفون القادة الذين يحملون مشروعاً  وطنياً  أو تحررياً ، ممن يرفضون الإذعان والخضوع فيتم تصفيتهم جسدياً  أو تحييدهم معنوياً .

وفي المقابل يُغدق الدعم والتلميع والترويج على من يهادن أو يتماهى مع السياسات المعادية حتى لو كان عديم الكفاءة أو محدود التأثير.

ما حدث فجر اليوم ليس جديدًا بل هو حلقة متقدمة من استراتيجية قديمة ـ جديدة.

تُعرف بحرب ( الاستخبارات العميقة ) حيث يتم العمل بصمت ومن خلف الستار على إعادة تشكيل الوعي الجمعي وتبديل النخب وإزاحة المخلصين وإبراز المُدَجَّنين. تُستخدم فيها أدوات متعددة.

مثل التصفية الجسدية ، الاعتقال ، التسقيط الإعلامي ، الإغراء بالمال والمناصب ، أو الإغراق في الحروب الجانبية حتى ينهار المفكر من داخله.

ولعل أقرب ما يُذكِّرنا بهذا السيناريو هو ما جرى في لبنان خلال العقود الماضية ، حين تحوّلت المواجهة من صراع حدود إلى صراع وجود وفكر.

استُهدف القادة والمفكرون والمقاومون واحداً  تلو الآخر ، في محاولة لتفكيك بيئة المقاومة وتجريدها من رموزها ومُلهِميها.

واليوم، يُعاد السيناريو ذاته ، لكن بمستوى أعمق وأكثر تعقيداً وبأدوات أكثر ذكاءً وخبثًا.

هذه الحرب الخفية تتطلب وعياً  مضاداً  وتحركاً استباقياً وقيادة تعرف أن أهم ما يجب حمايته ليس المنشآت، بل من يديرها.

وأن أهم ما ينبغي تعزيزه ليس الحديد والإسمنت ، بل الوعي والفكر والعقيدة.

فالمعركة اليوم لم تعد في ميدان النار فقط ، بل في ميدان الإدراك والتأثير والقرار.

إنها معركة بقاء العقول الحية ، والنفوس الحرة ، والضمائر التي لا تُشترى.

فهل نُدرك حجم ما يُدار في الخفاء؟ وهل نعدّ العدة لحماية ما هو أثمن من النفط والسلاح؟

العقل ، ثم العقل ، ثم العقل… فهو أول ما يُستهدف ، وأعظم ما يجب أن نصونه

خبير مهندس

 


مشاهدات 110
الكاتب حيدر عبدالجبار البطاط
أضيف 2025/06/14 - 1:14 AM
آخر تحديث 2025/06/15 - 2:08 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 76 الشهر 9517 الكلي 11144171
الوقت الآن
الأحد 2025/6/15 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير