الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
ثورة ثقافية  تحفظ الذاكرة وتستشرف المستقبل


تحويل بيت السياب إلى متحف و معلم سياحي

ثورة ثقافية  تحفظ الذاكرة وتستشرف المستقبل

 عبدالكريم الحلو

 

إنّ تحويل بيت الشاعر العظيم بدر شاكر السيّاب إلى متحف، ليس مجرد خطوة ترميمية أو احتفالية ببيت طيني بسيط يقع على ضفاف شط العرب،

 

بل هو قرار ثوري بكل ما تعنيه الكلمة، يحمل في جوهره وعياً عميقاً بأهمية الذاكرة الثقافية، وردًّا جماليًّا وعمليًّا على محاولات التهميش والنسيان التي طالت رموز الأدب العربي الحديث.

 

السياب ليس شاعرًا فقط،

بل هو أيقونة الانعطاف الشعري نحو الحداثة،

وهو الأب الروحي لقصيدة التفعيلة،

وصوت الجنوب العراقي المبلل بالمطر والحزن والنخيل،

 

فأن يتحوّل بيته اليوم إلى متحف برعاية اليونسكو وبتعاون أيادٍ وطنية مخلصة، فهو يعني اعترافًا عالميًّا بعبقريته، ويعني أن العراق، رغم جراحه، لا يزال قادرًا على أن يردّ التحية لأبنائه الكبار.

 

ماذا يعني تحويل بيت السياب إلى متحف؟*

 

١ - استعادة السياب إلى الوعي الجمعي:

* حين يدخل الزائر إلى هذا البيت الذي خرج منه شاعر “أنشودة المطر”،

 

سيشعر أنّ السياب لم يمت، بل هو حاضر بصوره، بمكتبته، بمخطوطاته، بكرسيه، بصدى صوته. المتحف يعيد ربط الأجيال الجديدة بسيرة شاعر غيّر مسار الشعر العربي.

 

* ترسيخ الذاكرة الثقافية العراقية:

* في بلد أُحرقت فيه مكتبات وتحوّلت فيه بيوت رموزه إلى أنقاض، يأتي هذا المتحف كخطوة جبّارة للحفاظ على إرثنا، وإيصال رسالة إلى العالم أنّ الثقافة العراقية لا تزال حية،

وأننا نعرف كيف نحفظ كنوزنا الفكرية.

 

* نقطة تحول للحركة الثقافية والمهرجانات الشعرية:

* المربد سيستعيد شيئًا من هيبته، حين يكون المتحف مركزًا لانطلاق فعالياته، وستتحوّل زيارات الشعراء العرب والعالميين إلى البيت - المتحف تقليدًا سنويًّا.

* إنّ أنفاس السياب ستحلّق فوق كل مهرجان يقام هناك، وستمنح المربد عمقًا رمزيًا استثنائيًا.

 

السياب كمعلم سياحي وثقافي

* لن يكون المتحف قبلة للأدباء فحسب، بل سيتحوّل إلى وجهة سياحية فريدة تجمع بين الشعر والبيئة والثقافة.

 

الزائر الذي يأتي ليرى بيت السياب،

* سيكتشف شط العرب وجيكور من نافذة الشاعر، وسيمرّ بالحقول التي كتب عنها، وسيعيش لحظة شعرية ممتدة بين الطبيعة والذاكرة.

 

البيت - إذا أُحسن استثماره :

 - سيكون نواة لمشاريع ثقافية وسياحية كبرى:

• مركز أبحاث ودراسات شعرية.

• ملتقى دائم للأدباء والنقاد.

• مكتبة متخصصة بأدب السياب وجيله.

• معرض صور ومخطوطات وكتب مترجمة.

• ركن للزوار من كبار الشعراء لتدوين انطباعاتهم.

 

شكرًا لمنظمة اليونسكو ولكل يد ساهمت

ولكل جهد مخلص حكومي او شخصي

 

شكراً من القلب للشاعر قاسم محمد علي الاسماعيل لانك لازلت تحتفظ بذاكرة حية

 من الكنوز والمخطوطات  بخط يد السياب

والتي لم تنشر احد الان.

 

* زنرفع قبعاتنا احترامًا لـاليونسكو، التي أثبتت أنّها

لا ترى الثقافة حكرًا على الدول المستقرة فقط،

بل تذهب إلى قلب البلدان التي أنهكتها الحروب لتقول: الروح أقوى من الخراب.

 

وشكرًا لكلّ مسؤول ومثقف ومحب للسياب

شارك في هذا الحلم الجميل.

 

* هذا المتحف ليس مجرد جدران،

بل هو انتصار للذاكرة، واحتفاء بالحرف،

ومقاومة ضدّ العدمية.

 

* إنه خطوة في الطريق الصحيح

لبناء عراق يفتخر برموزه،

ويستثمر في تاريخه الثقافي

 ليصنع المستقبل.

 

(حي على خير العمل)

            


مشاهدات 42
الكاتب  عبدالكريم الحلو
أضيف 2025/05/16 - 7:39 PM
آخر تحديث 2025/05/17 - 4:50 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 311 الشهر 20837 الكلي 11014841
الوقت الآن
السبت 2025/5/17 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير