صحفي يوثق محطات استهداف مسيحيي الموصل للاعوام 2003 - 2014 في كتاب
الموصل –الزمان
اصدر الكاتب والصحفي سامر الياس سعيد كتابه الجديد الذي يحمل عنوان (اسرار وحقائق استهداف مسيحيي الموصل 2003-2014) حيث جاء بواقع 236 صفحة بالقطع الوسط وحفل الكتاب بثلاثة فصول ابرزها توثيق احداث اغتيالات مسيحيي الموصل بدءا من عام 2003 اضافة لحوادث الاختطاف مع توثيق استهداف حواضر المسيحيين في المدينة باليوم والتاريخ موردا في سياق الفصل ردود الافعال والتصريحات وكل ما لحق بتلك الاحداث فيما جاء الفصل الثاني عرضا توثيقيا لمحطة دخول عناصر داعش للمدينة والتخريب والعبث الذي لحق بالحواضر المسيحية جراء هذه السيطرة اما الفصل الثالث فخصصه الكاتب لتحليل الاحداث التي لحقت بالمسيحيين ووواقعهم الذي نشا من خلال تلك الاستهدافات .واهدى المؤلف كتابه الجديد الى كل قطرة دم بريئة اضحت بذارا للايمان ولارواح الشهداء ممن سقطوا خلال تلك الاعوام التي عدت موجة الاستهداف الاسود وبين الكاتب في مقدمة الكتاب بان كتابه هو كتاب للتاريخ حيث استنبطنا ان الجناة دون ان يتمكن القانون من ابراز من هم ارادوا مسخ ماضي المسيحيين وحاضرهم ومستقبلهم من مدينة الموصل بافعالهم التي بقيت دون جاني ومتهم على الاطلاق .ومع توالي الاعوام حيث نقف عند حافة العام العاشر على ترك المسيحيين لمدينتهم بعد احتلالها من قبل تنظيم داعش ومع احتساب الاعوام التي سبقت الحدث المذكور الذي قضم من الوجود المسيحي بشكل متدرج عند كل حملات الاستهداف التي مرت دون ان يقف ازائها الاعلام او يتذكرها شخص فضلا عن ابراز دور القانون في محاسبة الجناة الذين قطعا لم ياتوا من خارج المدينة او هبطوا من السماء لاستهداف مسيحي او اغتياله او العمل على اختطافه وتابع الكاتب بان الكتاب يبحث في قضية شائكة جدا بقيت تحت الارفف بسبب غياب من يدفع الى القضية بشكل رئيسي ويسهم بالمطالبة بحق من سقطوا على حين غرة فاذا كان دم هابيل قد وصل صوته للسماء كما ذكر سفر التكوين (صوت دم اخيك صارخ الي من الارض)تكوين4:10فاين هي اصوات الدماء التي غطت اراضي شاسعة من مدينة الموصل وهي لابرياء اغتيلوا بدم بارد وامام مراى الكثير من الناس وحوى الفصل الاول على اسماء الشهداء المسيحيين الذي سقطوا بدءا من عام 2003 بالتزامن مع تغيير النظام مرورا بالاعوام التي شهدت حدة الاستهدافات كاعوام 2004 وماتلاها وصولا لعام 2008 الذي شهد اختطاف رئيس الكنيسة الكلدانية المطران مار فرج رحو واغتياله اضافة لتهجير العديد من مسيحيي الموصل في خريف العام المذكور وبين الكاتب خلال الفصل الاول اضافة للشهداء عددا من حوادث الاختطاف التي طالت المسيحيين والتي عادة ما كانت تنتهي بقتل المختطف رغم ان الخاطفين كانوا قد تفاوضوا مع ذوي المختطف لاستلام مبلغ الفدية كما ابرز الفصل الاول تصريحات الحكومة المحلية تجاه الاستهدافات كما بين الكاتب الهجمات التي طالت الكنائس والحواضر المسيحية في تلك الفترة الممتدة من عام 2003 ولغاية 2014 حيث خصص الفصل الثاني من الكتاب للبدايات الاولى لاحتلال تنظيم داعش في صيف عام 2014 وافراغ المدينة تماما من المسيحيين بعد صدور انذار التنظيم بتخيير المسيحيين لدفع الجزية لغرض استقرارهم بالمدينة وحال رفضهم فان التنظيم خيرهم بين اعتناق الاسلام او الذبح حيث وثق الكاتب يومياته خلال فترة ال 40 يوما الفاصلة بين سيطرة التنظيم في 10 حزيران يونيو من عام 2014 ولغاية منتصف تموز حيث صدر بيان التنظيم السيء الصيت وابرز الكاتب في الفصل الثالث رؤية تحليلية تجاه الاخبار والتقارير التي كانت قد صدرت لتغطية احداث استهداف المسيحيين خلال فترة الاستهداف المريرة .
الكتاب بمجمله يشكل وثيقة مهمة توثق وتحلل رؤية الاعلام تجاه ما جرى للمسيحيين ممن اختاروا احداثا محددة ليختاروا قرارهم بترك المدينة وصولا الى صيف عام 2014 حيث غادروها تماما لتشكل عودتهم من جديد قضية شائكة يجري التعامل معها اعلاميا بشكل دعائي فج لايعلن الحقائق وراء تلك العمليات التي شكلت استهدافا للوجود المسيحي في المدينة ومسا بتاريخ المكون الثري في مجالات الحياة المتنوعة .