الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
التأثير المستقبلي للذكاء الأصطناعي

بواسطة azzaman

التأثير المستقبلي للذكاء الأصطناعي

شاكر عبد موسى

 

وصلت الفجوة بين توقعات خريجي الكليات الشباب والواقع الفعلي الذي يواجهونه عند دخولهم سوق العمل في الولايات المتحدة إلى أدنى مستوياتها، إذ تشير بيانات مكتب إحصاءات العمل الأمريكي إلى أن الخريجين الجدد يواجهون صعوبة في العثور على وظائف. وأفادت مجلة "ذا أتلانتيك" أن هذا التحول قد يكون مدفوعًا بمجموعة من العوامل، أبرزها بروز الذكاء الاصطناعي التوليدي، والذي يدعي البعض أنه بدأ يحل بشكل تدريجي محل العمال الشباب بواسطة الخوارزميات.

بما أن الذكاء الاصطناعي التوليدي يتمكن من أداء العديد من المهام التي يقوم بها خريجو الجامعات في وظائفهم المكتبية، مثل قراءة وتجميع المعلومات والبيانات وإنتاج التقارير والعروض التقديمية، فإن (ديفيد ديمينغ)، الاقتصادي من - جامعة هارفارد - أشار إلى أن هذا النوع من الأعمال يمثل تحديًا آخر للخريجين الجدد.

لكن من الصعب إلقاء اللوم على الذكاء الاصطناعي وحده في تراجع التوظيف، خاصة مع النهج المشتّت الذي يتبعه الرئيس (دونالد ترامب) في سياساته الاقتصادية، والذي ينذر الخبراء بأنه قد يؤدي إلى ركود تضخمي يهدد الاقتصاد ويزيد الأمور تعقيدًا.

التقلبات في سوق الأسهم، الناتجة جزئيًا عن الحرب التجارية التي شنها ترامب، أفقدت الثقة في الاقتصاد وجعلت آفاق العمل أكثر غموضًا بالنسبة للخريجين. ومع ذلك، يلعب الذكاء الاصطناعي دورًا لا يمكن إنكاره, حتى قبل عهد ترامب، قامت شركات التكنولوجيا الكبرى بتسريح جماعي للعمال، بينما تضخ موارد ضخمة في تقنيات الذكاء الاصطناعي.

 تشير تقديرات شركة (ماكينزي) إلى أن 30% من الوظائف الأمريكية الحالية قد تكون مؤتمتة بحلول عام 2030، وقد ترتفع هذه النسبة إلى 50% بحلول عام 2045 وفقًا لما صرّحت به جولدمان ساكس.

على الرغم من هذه المخاوف، يوجد شكوك حول التأثير المباشر للذكاء الاصطناعي على القضاء على الوظائف, البيانات التي تدعم هذه الفرضيات لا تزال بعيدة المنال, كما يظل الوضع معقدًا بسبب عدم وضوح عدد البشر الذين يمكن للذكاء الاصطناعي استبدالهم بالكامل أو جودة أداء هذه التكنولوجيا بشكل عام. تجربة أجريت حديثًا من - جامعة كارنيجي ميلون - توضح كيف تسببت عملية استخدام موظفي ذكاء اصطناعي في شركة برمجيات وهمية في فوضى عارمة، ما يعيد التأكيد على أن قدرات التكنولوجيا قد تصل قريبًا إلى حدودها.

بالنظر إلى أن بعض الأدوار قد تكون معرضة للخطر، إلا أن الذكاء الاصطناعي قد يواجه تحديات في تولي العديد من المهام البشرية الأخرى، بما يفتح نافذة أمل للبشر التقليديين في سوق العمل المتدهورة بسرعة.

بالإضافة إلى تأثير الذكاء الاصطناعي التوليدي، فإن الظروف الاقتصادية المتدهورة قد تكون دلالة على عدم التعافي الكامل للاقتصاد بعد جائحة كوفيد- 19، وعدم احتفاظ الشهادات الجامعية بنفس الميزة التنافسية التي كانت تتمتع بها قبل 15 عامًا.

مع استمرار ضخ الأموال الهائلة في قطاع التكنولوجيا لتطوير الذكاء الاصطناعي، يسري في الأسواق تحول كبير سواء اختارت التكنولوجيا تجاوز العمال أم لا. وكما قال ديمينغ لصحيفة هارفارد غازيت: "لا داعي للتكهن حول التأثير المستقبلي للذكاء الاصطناعي على سوق العمل، فالاستثمار الحالي فيه يغيّر بالفعل توزيع الوظائف".


مشاهدات 39
الكاتب شاكر عبد موسى
أضيف 2025/05/04 - 3:59 PM
آخر تحديث 2025/05/05 - 3:35 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 243 الشهر 5036 الكلي 10999040
الوقت الآن
الإثنين 2025/5/5 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير