ماذا أقول؟
وليد عبدالحسين
من نعم الله عليَّ التي أشْكُره عليها بكرةً وأصيلاً، هو حب القراءة والكتابة منذ الصغر، وكم تعرَّقتُ خجلاً حينما كانت تمتدحني أستاذة اللغة العربية حينما تقرأ طريقة تعبيري في مادة الإنشاء، وظلَّ أساتذة اللغة العربية تعجبهم طريقة كتابتي للإنشاء حتى صرتُ بفضل الله وكثرة قراءاتي كاتباً لا بأس به أصدر عدة كتب وكتبتُ مئات المقالات في مختلف الصحف العراقية والعربية.
وتتفاوت فترات إنتاج المقالات بين الحين والآخر، إذ تكون كالمد في أوقات وكالجزر في أخرى، تبعاً للمزاج والوضع العام ومحركات ذلك. وقد مضى أكثر من شهر وقلمي مصاب بجفاف الكتابة ولا أعرف سبب عزوفه عن الإنتاج، هل استراحة مقاتل أم أن الوضع العام مخيب للآمال فيه أكثر من التفاؤل!
أم أن هناك خيبة من تفاعل القرّاء أم ماذا؟
بصراحة لا يمكن حصر أحد هذه الأسباب دون غيرها وقد أستعير فكرة النظرية القانونية الشهيرة (تعادل الأسباب) في تفسير سبب قلة كتاباتي في الآونة الأخيرة.
ناهيك عن تسارع أحداث العراق والمنطقة لا سيما السياسية وحصول متغيرات غير منطقية في المواقف والوقائع والنتائج، وانتقال الفاعلين في العمل السياسي من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار أو العكس، وهكذا ما نستبعده قد يقع ويحصل، وما نتوقعه قد لا يحصل، فلا تحليل واضح لمجريات الأمور. لذا إزاء كل هذه الأمور لا أملك إلا أن أردد ما قاله كبير السينما المصرية (عادل إمام) في مسلسل (الأفوكاتو): «ماذا أقول؟ وهل هناك قول يمكن أن يقال بعد كل الذي قيل!»
فماذا أقول أيها القرّاء الأحبة وقد جاء إلينا صيف العراق الساخن بحرِّه وغياب كهربائه وسخونة أحداثه السياسية والاجتماعية وفوق ذلك كله لا يمكن لي أن أترك رغبتي الأولى، القراءة والكتابة، فألتمس العذر إن حال بيني وبينهما ضنك الحر وعدم وجود الكهرباء واشتغال مكيف الهواء بضعة دقائق في يوم كامل!
الله لنا يا عراقيين ...
□ محامي