بإنتظار قمرِها الجميل
عبدالجبار الجبوري
لستُ أُرثيكَ...
ياأيَّها العاشقُ الأميرُ..
كما رثى ليلى يوماً توبةُ بن الحَمير...
لكننّي...
مُذْ كنتُ طِفلاً...
أواري سوأةَ الليلِ الثّرى بيدي...
ولا أهفو..
لغير ما يريبنُي دمعٌ مَطيرُ...
بلى أهواها...
وأهوى ظلَّها الملهوفَ في باديةِ السُّرى...
وهوَ..
يمضي حزيناً....
بين القوافل والمُنحنى...
يحّدو به الليلُ..
وترافقُهُ نُجيماتُ النوى..
فيخفقُ له قلبي...
ويلوّحُ بكلتا يديه...
وداعاً أيها الأجلُ..
ترفّقْ بها...
حين يهدهدُ الصّحو...
إنها بضعةٌ من شهقاتِ روحي...
أتعبها السَّرى...
مالَ الزمانُ...
كما مالَ غصنُ وجدها في راحتي..
وتاهَ في طريقها الأثل...
لم نكنْ...
سوى عاشقينْ...
إلتقيا تحت ظلِّ غيمةٍ. .
وآفترقاااااا....،
في حَومةِ الزّعلِ...
أغارُ منها عليها...
وتغارُ من شهقةِ القُبَلِ...
يا ليتَ...
ذاك الموتُ ظلَّ بعيداً...
وما دنا الغمامُ من سُدرة المنتهى...
كنتُ أظنُّ واهماً...
أن ليلة الهرير تمضي مسرعة..
وتأخذ كلَّ ماتبّقى..
من جيفةِ الزمن...
لتبقى حديقةُ شعري زاهية ازهارها...
مليئةً بأغصانِ الهوى...
وهي أحلى...
بلونها ووقارها...
لكنَّ ريحَ الأسى داهمتْ أوكارَها...
وأحرقتْ أعشاشَ طيرِها..
وأفسدتْ اثمارَها...
بلى أحبها...
وأنا أراها تذوي بيدي...
كزهرةٍ في أضلعي...
كنتُ...
أخشى عليها..
من نسمةٍ تعاندُ ليلَها ونهارَها...
والآن...
لا اخشى سوى...
أن نلتقي غريبين في تيه الهوى وأسفارها...
لستُ أرثيها...
لا...
ولا أرثي زمانها والأفول...
بلى..
أرثي نجمةً خذلتّها الرّيحُ...
وصارتْ على ربى بادوش مزاريا...
كنت أهفو...
ان تكون معي..
يوم التقى الليل بالنهار..
والشمس بالقمر،
والشوق بالقبل..
والصمت بالكلام الخجول...
لكنها...
آثرت الرحيل على صهوة الندى..
وغابت بين طيات الغيوم...
كنت احلم..
بلى...
كنتُ أحلم...
والحلّْمُ نبوءةُ الحليمْ..
أنْ أصدّ لعنةَ الريّح....
وهي.....!
تخطفُ وردةً ذابلة من يَدي...
لكنّ قمراً في السماءِ هوى على الارض..
وتشظّى...
ضوؤهُ على جَسدي.
وباتَ ليلي حزيناً...
أخافُ أنْ ألمسهُ فيسري بدمي..
يمضي...
زمانٌ نديٌّ..
ويأتي زمانٌ خؤونْ..
والليل نفس الليل..
لكنَّ رائحته تزكمُ الأنوفْ..
لم يبقْ...
ذاكَ الطعمِ طعمهُ..
تماهى..
وظلّ...
يهذي به ليلُ الحتُوفْ...
مازلتُ للأن..
استنشق ذاك الهوى..
وأملأ كل يوم صدري به...
لعلَّ نجمةً...
تضيءُ لي بستانَ قلبي..
وتسرقُ...
من قصيدتي إسمها.
وتطيرُْ...
الى سماءٍ لاتراها العيونْ...
سماءٌ...
تجمعُنا وحدَنا..
ويغيبُ في ذلك الليل..
قمرُ الجنونْ...
الموصل..
كازينو وكافيه إسطنبول..