الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
تشويه صورة طلبة الجامعات

بواسطة azzaman

تشويه صورة طلبة الجامعات

لينا ياقو يوخنا 

 

اصدرت بعض الجامعات والكليات الحكومية في الآونة الاخيرة تعليمات تخص الطلبة والتي اعتبرها تقييد لحريتهم وتشويه لصورتهم وسُمعتهم خاصة وان افعالهم لا اساءة فيها لانفسهم ولجامعاتهم ولمجتمعهم. لكن بالنسبة للبعض من اصحاب القرار في المؤسسات التعليمية فأن هذه الحرية ليست سوى مُخالفة للأعراف والتقاليد مما ادى الى تراجع المستوى العلمي للطلبة لانشغالهم بأمور بعيدة عن الدراسة. ومن الامثلة على بعض هذه القرارات هي انتقاد ومنع وجهته احدى الجامعات لطالباتها بحجة وضعهن لمكياج مبالغ به كذلك الملابس بالنسبة للبنات وحتى الشباب الذكور اذ منعت احدى الجامعات ارتداء الشباب لنوع من البنطال الجينز الذي يعتبر الماركة السائدة في السنوات الاخيرة. كما تتعالى الاصوات بين الحين والآخر للمطالبين بضرورة فصل الذكور عن الاناث في الجامعات كون الاختلاط -بحسب اعتقادهم- يخالف قيم المجتمع العراقي ومن نتائج هذه الأفكار الغاء وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لماراثون(سباق الجري) ارادوا تنظيمه طلبة الجامعات الحكومية والاهلية لكل من يرغب المشاركة دون اكراه طالب او طالبة.

ان اهتمام الجهات المعنية باصدار هكذا تعليمات ما هي الا قرارات شخصية تمثل توجهات بعض الافراد وطريقة عيشهم لحياتهم الخاصة لكن هؤلاء القلة يحاولون فرض ذلك على اغلبية تختلف معهم بهذه المبادئ والافكار وحتى التقاليد, فالكثيرين - وبحسب متابعتي لآراء نسبة كبيرة من الطلبة لهكذا تعليمات- غير مؤيدين لها, اذ وصفوها بأنها مُجحفة بحقهم كونهم لم يرتكبوا اي فعل سَلبي وهناك امور اخرى يجب اعطائها اهمية اكثر من التدخل بحُريتهم الشخصية مثل تطوير الجامعات من ناحية بُنيتها التحتية وكذلك مناهجها وطرق التدريس ومواكبة التطور الحاصل في البلدان الاخرى, واعتبروا صدور مثل هكذا تعليمات وقرارات بين فترة واخرى تقييد لحريتهم وبعضهم اعتبرها اجراءات تمهد لقرارات اخرى متشددة قد تصدر في المستقبل لا علاقة لها بطبيعة المجتمع العراقي ولا بالنظام  الخاص بالمؤسسة التعليمية والقائم منذ عقود على هذا النمط دون ان يكون هناك اي مساس بالتعليمات او مخالفتها في وقت سابق. واعتبر الكثيرين ان مثل هذه التعليمات هي محاولة لتشويه صورة الطلبة العراقيين امام مجتمعهم والمجتمعات الاخرى وكأنهم افراد متخلفين. وانا اتفق مع وجهة نظرهم هذه فمن يطلع على هذه التعليمات يعتقد ان اي فعل يقوم به الطلبة ذكوراً واناث نابع من جهلهم ونواياهم السلبية وكأنهم يرتادون الجامعة من اجل اهداف غير اخلاقية. علماً ان نظام التعليم في العراق منذ عقود طويلة لا يمنع الاختلاط بين الزملاء والزميلات, كما لا يوجد اي مانع لانشطة وفعاليات قائمة على المشاركة بينهم فلا نتائج سلبية ترتبت على ذلك مثل تراجع التعليم التي يتخذها البعض حجة وسبب في القاء اللوم على انحراف و انشغال الطلبة بامور بعيدة عن الدراسة والعلم مثل الملابس والأنشطة والفعاليات المنوعة, بينما كان التعليم قبل عقود اي في فترة السبعينيات في أوج مراحله وكانت الجامعات العراقية في المراكز المتقدمة بل وتتفوق على جامعات منطقة الشرق الاوسط  رغم ان الاختلاط كان قائم آنذاك وكان الطلبة يرتدون الملابس السائدة في تلك الفترة وكانت تنظم الكثير من الانشطة والفعاليات المختلفة بتعاون الزملاء والزميلات مع بعضهم. وكان المجتمع العراقي غير مُعارض لموضوع الاختلاط والفعاليات والدليل كما ذكرته ان التعليم كان في مراحله المتقدمة فالافراد في المجتمع العراقي كانوا طموحين ومتفوقين وذويهم لم يمنعونهم من الدراسة في الجامعة المختلطة اذ لا يعتقدون ان تبرج البنات وملابس الطلبة بشكل عام وانشطتهم مقياس لتراجع التعليم او حتى اساءة لطبيعة وثقافة المجتمع العراقي.

 


مشاهدات 43
الكاتب لينا ياقو يوخنا 
أضيف 2025/05/16 - 7:38 PM
آخر تحديث 2025/05/17 - 6:41 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 368 الشهر 20894 الكلي 11014898
الوقت الآن
السبت 2025/5/17 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير