الحكيم في الأنبار.. رؤية تتجسد وواقع يزدهر
يوسف السعدي
في سياق الجولات المتواصلة التي يضطلع بها سماحة السيد عمار الحكيم في ربوع العراق، حطت قافلته المباركة في محافظة الأنبار، لتستهل سلسلة لقاءات مثمرة ترسخ عمق الروابط الاجتماعية وتؤكد على أهميتها في النسيج الوطني، والمكانة الاستراتيجية والتاريخية والاجتماعية والجغرافية الفريدة للأنبار
لقد كانت الأنبار، كما أشار السيد الحكيم، قصة نجاح بارزة في تحقيق الاستقرار وتعزيز النمو وإطلاق حركة دؤوبة للمشاريع الحيوية. وقد أشاد بالجهود المخلصة التي بذلت في هذا المضمار
لفت سماحته إلى الأهمية المتزايدة للحكومات المحلية ودورها المحوري في خدمة المواطنين، مشدداً على فاعلية اللامركزية الإدارية في إشاعة روح التنافس الإيجابي بين المحافظات مؤكداً أن العراق يشهد اليوم نهضة عمرانية شاملة في كافة محافظاته، الأمر الذي يدعو للتفاؤل بمستقبله المشرق ومكانته المرموقة
أكد الحكيم أن الأداء المتميز على المستوى المحلي يمثل دعامة حقيقية لتطور المحافظات، الذي يمثل مكسباً حقيقياً للمواطنين. وشدد على ضرورة توجيه الجهود نحو تقديم أفضل الخدمات، مشيداً بحالة الاستقرار التي تنعم بها الأنبار، وداعياً إلى احتواء كافة مكوناتها والنظر إليها بتنوعها السياسي كإضافة نوعية تثري المجتمع.
أكد سماحته على أهمية الحفاظ على هذا الاستقرار وإدارة العملية الانتخابية القادمة بمسؤولية لتجنب أي تداعيات سلبية على النسيج الاجتماعي، داعياً إلى إقرار وثيقة شرف انتخابي تلتزم بها جميع الأطراف. وجدد الإشادة بالواقع الخدمي والمشاريع المنفذة في الأنبار والمحافظات الأخرى..
كما دعا السيد الحكيم إلى تنويع مصادر الدخل ومغادرة الاقتصاد الريعي، وتحويل تحدي أسعار النفط إلى فرصة لتحريك القطاعات الإنتاجية كالزراعة والصناعة والسياحة والاستثمار والتكنولوجيا، مع التأكيد على أهمية استثمار الإيرادات النفطية للأجيال القادمة.
لم تقتصر جولة السيد الحكيم على اللقاءات الرسمية، بل امتدت لتشمل لقاءات حميمية مع شيوخ ووجهاء عشائر الأنبار في مضائفهم العامرة في مناطق حديثة وهيت والرمادي والفلوجة والگرمة والبوعلوان والبو ذياب والبو عيسى والمحامدة وقبيلة جميلة والبو چليب، بالإضافة إلى ندوة حوارية أقامتها منظمة دار الأنبار للثقافة وزيارة جامعة الفلوجة وقيادة عمليات شرق الأنبار للحشد الشعبي.
في هذه اللقاءات، استذكر سماحته تاريخاً طويلاً من العلاقات الوطيدة بين المرجعية الرشيدة والعشائر العراقية، وأشاد بالتضحيات الجسام التي قدمها أهالي الأنبار وإخوانهم من بقية المحافظات في مواجهة الإرهاب. وأكد أن هذه الزيارات تأتي للتعبير عن التقدير لهذه التضحيات وللتواصل والتعرف على أوضاع المحافظة عن كثب.
وقد شدد السيد الحكيم على أن تنوع العراق يمثل قوة له، وأن العشائر هي صمام أمان النسيج الاجتماعي، داعياً إلى التمسك بحالة الاستقرار والتنمية التي تشهدها المحافظات، لا سيما الأنبار. وجدد التأكيد على أن هذه الزيارات ذات طابع اجتماعي، تهدف إلى تجذير العلاقات وإطلاق رسائل التعايش المجتمعي والحفاظ على الصلات التاريخية.
كما دعا إلى أخذ العبر من الماضي دون الغرق فيه، وبناء الحاضر والمستقبل على أسس صحيحة، مشيراً إلى الإنجازات المتحققة على المستويات السياسية والاجتماعية والأمنية والاقتصادية
وفي سياق متصل، أكد سماحته على أهمية إدارة التنوع وتقبل الآخر، واستثمار المكونات كجسور للتواصل بين العراق ودول المنطقة والعالم. كما أشار إلى أن العراق بات يمتلك مناعة من التطرف، وأن التعايش هو الوضع الطبيعي للبلاد، وأن الدولة القوية بحاجة إلى مجتمع قوي ومتماسك.
الأنبار في قلب المشروع الوطني
في ختام جولته المباركة، أكد سماحة السيد عمار الحكيم على الأهمية الاستراتيجية لمحافظة الأنبار بثقلها الجغرافي وحدودها مع دول الجوار وثرواتها الطبيعية وتنوعها الديموغرافي، مما يجعل دورها محورياً في وحدة البلاد واستقرارها. كما أشاد بتضحيات وجهود الحشد الشعبي وسائر الأجهزة الأمنية في تحقيق الأمن والاستقرار في المحافظة وعموم العراق.
إن جولة السيد عمار الحكيم في محافظة الأنبار تمثل محطات مضيئة تؤكد على أهمية التواصل الاجتماعي والوطني، وتعكس حرصه على متابعة أوضاع المحافظات عن كثب ودعم جهودها في تحقيق الاستقرار والنمو. كما تجسد هذه الزيارة رسالة واضحة بأهمية الأنبار ودورها المحوري في بناء عراق قوي ومزدهر ينعم فيه جميع أبنائه بالأمن والرخاء والتقدم.