طهران تطالب بتعويضات عن الهجمات الإسرائيلية والأمريكية

مخاوف متزايدة من كارثة إنسانية بعد إنذار النازحين بإخلاء شمال غزة

غزة - الزمان

طهران - رزاق نامقي

تصاعدت المخاوف الإنسانية بشكل كبير في شمال قطاع غزة بعد أن وجه الجيش الإسرائيلي، إنذاراً عاجلاً لسكان المنطقة بإخلائها فوراً، وسط تحذيرات من تصعيد عسكري واسع النطاق. ويعيش الآلاف من النازحين في ظروف صعبة للغاية، إذ تكررت عمليات النزوح وسط دمار واسع وبنية تحتية منهارة، ما يزيد من هشاشة وضع المدنيين الذين يعانون من نقص في الغذاء والماء والرعاية الصحية. وتؤكد التقارير الإنسانية إن (الوضع الإنساني في غزة يقترب من نقطة الانهيار، حيث يعاني السكان من نقص حاد في المواد الأساسية، وسط تهديدات مستمرة بتوسع العمليات العسكرية التي قد تزيد من حجم الكارثة الإنسانية). ووجّه الجيش الإسرائيلي، إنذارا لإخلاء شمال قطاع غزة، محذّرا الفلسطينيين في أجزاء من مدينة غزة والمناطق القريبة من تحرّك وشيك بعد أكثر من 20 شهرا على اندلاع الحرب مع حماس. ودعا المتحدث باسم الجيش في بيان نشر على منصة إكس إلى جانب خارطة لشمال غزة، (سكان منطقة مدينة غزة وجباليا وغيرهما إلى التوجّه جنوبا إلى منطقة المواصي). وأضاف إن (القوات الإسرائيلية تعمل بقوة شديدة جدا في هذه المناطق، وهذه الأعمال العسكرية ستتصاعد وستشتد). وتتواصل الأعمال العسكرية الإسرائيلية في كامل أنحاء قطاع غزة الذي دمرته الحرب ودفعت بسكانه البالغ تعدادهم 2,4 مليون نسمة إلى النزوح مرارا وسط ظروف إنسانية صعبة أشبه بالمجاعة. فيما أعلنت إيران، أنّ لديها شكوكا جدية بشأن احترام إسرائيل لوقف إطلاق النار الساري منذ 24 حزيران الجاري بعد حرب استمرّت 12 يوما بين البلدَين. وفجر 13 حزيران، بدأت إسرائيل الحرب بهجوم مباغت استهدف مواقع عسكرية ونووية في إيران، تخللته عمليات اغتيال باستهداف شقق في مبانٍ سكنية، معلنة عزمها على منع إيران من امتلاك القنبلة النووية. وتنفي طهران السعي لامتلاك سلاح نووي، مؤكدة حقها في الحصول على الطاقة النووية المدنية. ونفذت إسرائيل هجومها بينما كانت إيران تجري محادثات مع الولايات المتحدة بشأن برنامجها النووي. ونقل التلفزيون الرسمي عن رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلّحة الإيرانية عبد الرحيم موسوي قوله (لم نبدأ نحن الحرب لكننا رددنا على المعتدي بكل قوتنا). وأضاف موسوي في محادثة عبر الهاتف مع وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان (لدينا شكوك جدية حيال امتثال العدو لالتزاماته بما في ذلك وقف إطلاق النار، ونحن على استعداد للرد بقوة إذا تعرّضت إيران للهجوم مجددا). وبعد 12 يوما من الضربات المتبادلة بين ايران واسرائيل، دخل وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ الثلاثاء الماضي.

الى ذلك، طلبت طهران من الأمم المتحدة الاعتراف بمسؤولية إسرائيل وواشنطن في الحرب، وفقا لرسالة وجّهها وزير الخارجية عباس عراقجي إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش. وقال عراقجي في الرسالة أمس (نطلب رسميا من مجلس الأمن الدولي الاعتراف بالكيان الإسرائيلي والولايات المتحدة باعتبارهما البادئَين في العمل العدواني والاعتراف بمسؤوليتهما اللاحقة، بما في ذلك دفع تعويضات وإصلاحات).

وشنّت الولايات المتحدة، ضربات على ثلاثة مواقع نووية إيرانية رئيسة.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد توعد بأن تعاود الولايات المتحدة توجيه ضربات إلى إيران في حال قامت الاخيرة بتخصيــــــب اليورانيوم للاســــتخدام العسكري. ووفق الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، فإنّ إيران هي القوة غير النووية الوحيدة التي تقوم بتخصيب اليورانيوم بنسبة 60 في المئة، علما بأن سقف مستوى التخصيب كان محددا عند 3,67 في المئة في اتفاق العام 2015.