الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
نبوءةُ الماء حين يُتمتم الطينُ

بواسطة azzaman

نبوءةُ الماء حين يُتمتم الطينُ

شوقي كريم حسن

 

يا دجلةَ الطينِ، يا نَفَسَ الفراتِ إذا تنفَّسَ فجرًا على أرغفةِ التعبْ،

رأيتُكِ في غيمةٍ سومريةٍ، تلوِّنُ كفَّ الأمِّ حينَ تخبزُ الغيمَ خبزًا، وتدسُّ الملحَ في وجعِ اللهبْ.

يا ليلَ المساطرِ، كم مِن دعاءٍ حملتَ على الأكتافِ

منكَ اشتعلَ الفجرُ في عيونِ الرفاقِ، كأنهمُ قناديلُ تحتَ المطرْ.

يُرافقهمْ الغبشُ، لا ظلٍّ، بل قَسَمٍ قديمٍ على ألواحِ طينٍ،

كتبوهُ قبل أن يَعرفَ الطينُ معنى الزهرْ.

أمي تلوّحُ في التنّورِ، كأنّها ترسمُ شكلَ الوطنْ،تنفخُ فيهِ حنينًا، وتقولُ:

الخبزُ لا ينضجُ إلا إذا اشتاقَ القمحُ للماء،…والماءُ لا يصفو إلّا إذا نادى عليه دجلةُ باسمٍ قديمْ.”

يا دجلةَ السُهدِ، كم مرّةً

نامتْ على شطّكِ أغانينا، ولم تستيقظْ

لأنّ الفراتَ ظلَّ يهدهدُها،

بأناملِ الماءِ والنخلِ والترابْ.

أنتِ السُّمرةُ التي سالتْ على وجناتِ التاريخْ،،،،وأنتَ يا فرات،

نسغُ البكاءِ إذا بكتْ الأرضُ عطشَى

وارتجفتْ في حجرِها الأعشابْ.

بلادُ الرافدينِ، يا معجزةَ الزمنِ المكسور،،،هل تسمعينَ وقعَ المساطرِ؟

أقدامُهم تُحيي البلادَ كأنها صلاةٌ بلا منابرْ،،،يرفعونَ الحديدَ كأنّه آيةٌ من سفرِ الحِكمةِ،،،يبتسمونَ كمن يختصرُ الحياةَ في كسرةِ خبزٍ

واستكان اسود مثل نبوءاتِ الجدّاتْ.

وفي الأزقةِ،،،أمهاتٌ  سومريّاتٍ بالفعلِ لا بالاسم،ينفخنَ التنّانيرَ كأنهنَّ يَنفخْنَ الرُّوحَ في وطنٍ من الطينْ،

ويقلنَ:“كُلُّ رغيفٍ لا تُصاحبُهُ قُبلةُ قَلب،يظلُّ ناقصَ الدفءِ، ولو احتَرَقْ.!!

 


مشاهدات 117
الكاتب شوقي كريم حسن
أضيف 2025/06/28 - 1:34 AM
آخر تحديث 2025/06/28 - 6:59 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 170 الشهر 17197 الكلي 11151851
الوقت الآن
السبت 2025/6/28 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير