السوداني يثمن تضحيات الصحفيين وغوتيريش يدعو لحمايتهم
العراق يقفز 14 مرتبة في حرية التعبير وتحفّظ على قيود خفية
بغداد – ابتهال العربي
قفز العراق، 14 مرتبة في مؤشر حرية الصحافة للعام الجار، الصادر عن منظمة مراسلون بلا حدود، تزامناً مع اليوم العالمي لحرية الصحافة، إلا أن هذا التقدم الرقمي لا يلغي المخاوف المستمرة بشأن المسكوت عنه في المشهد الصحفي، وسط تحفظ على واقع الحريات الحقيقية وقيود التعبير غير المعلنة. وبحسب التقرير أمس، فإن (العراق جاء بالمرتبة 155 عالميا بحرية الصحافة في مؤشر العام الجاري، بعد ان كان في المرتبة 169 عالميا من اصل 180 دولة في مؤشر العام الماضي).
حصاد المراتب
وأضاف إن (تقدم العراق في هذه المرتبة جاء نتيجة تراجع 5 بلدان خلفه، حيث حصد بتحسنه 9 مراتب الى الامام، ليكون المجموع 14 مرتبة)، وأشار التقرير إلى إن (هذا التحسن لا يعد مؤشرا كافيا على حرية الصحافة في العراق، فهو يقيس تحسنا بالمؤشرات السياسية والاقتصادية والتشريعية ومؤشر الأمان والمؤشر الاجتماعي، لكن يبقى المسكوت عنه، هو المعيار الأبرز لحرية الصحافة والمتمثل بخوف المؤسسات والصحفيين عن الادلاء باراءهم ما يدفع الكثير منهم للصمت المسبق، لذلك يصعب قياس مدى حرية الصحافة في العراق). فيما أكد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، دعمه لجميع العاملين في الصحافة.
وقال السوداني في تدوينة على منصة اكس جاء فيها إنه (في اليوم العالمي لحرية الصحافة، نثمّن التضحيات العظيمة، والمواقف المسؤولة، والإسهامات المهمة التي جسّدها الصحفيون العراقيون من أجل الكلمة الصادقة وترسيخ مبادئ الصحافة الحرة)، وأضاف (ندعم جميع العاملين في الصحافة)، مشيراً الى أنه (نفتخر أنّ العراق، بنظامه الديمقراطي، يكفل حرية التعبير للمؤسسات الصحفية والعاملين فيها)، وأعرب عن امله بإن (تتحلى صحافتنا بالموضوعية والمهنية لتكون معبرةً حقيقيةً عن هموم المواطنين وتطلعاتهم). واستقبل السوداني في وقت سابق، مجموعة من أسر شهداء الصحافة العراقية، وذلك بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة. واستذكر السوداني خلال اللقاء (بتقدير عالٍ واعتزاز، شهداء الصحافة العراقية، الذين يمثلون محطة مشرقة في مسيرتها).
الى ذلك، أعلن مركز ميترو للدفاع عن حقوق الصحفيين، إن حرية التعبير في إقليم كردستان ما تزال دون المستوى الذي يطمح إليه المجتمع والصحفيون، برغم تراجع عدد الانتهاكات المسجلة خلال السنوات الأربع الماضية.
وقال مدير المركز ديارى محمد خلال مؤتمر أمس إن (التراجع الكمي في عدد الاعتداءات لا يعني تحسنًا نوعيًا، إذ أن السلطات ما تزال تستخدم أساليب جديدة في التضييق على حرية الرأي والعمل الصحفي، ما يؤكد أن جوهر السياسة المتبعة لم يتغير)، ولفت إلى إن (الأساليب الحالية قد تكون أكثر مرونة أو غير مباشرة، لكنها في جوهرها لا تقل خطرًا عن أساليب القمع التقليدية، بل تُظهر تحولًا مقلقًا في التعامل مع الحريات، بما يشكل تهديدًا للفكر المستقل وللإعلام الحر في الإقليم)، داعياً السلطات المعنية إلى (الالتزام التام بالنصوص الدستورية والقوانين المحلية والدولية التي تكفل حرية التعبير وحقوق الصحفيين).
في تطور، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في بيان أمس من إن (حرية الصحافة تواجه تهديداً غير مسبوق)، مشيراً إلى إن (الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أداة لدعم حرية التعبير أو وسيلة لاخمادها)، مؤكداً عن (عمل الصحفيين بات أكثر صعوبة وخطورة من أي وقت مضى، في ظل تصاعد الاعتداءات والاحتجازات والرقابة والترهيب والعنف، وصولاً إلى القتل، لا سيما في مناطق النزاع وعلى رأسها غزة)، وتابع إن (تركيز هذا العام على تأثير الذكاء الاصطناعي على الصحافة وحرية التعبير يأتي كتذكير بخطر جديد).
طريق المعلومات
لافتاً إلى أن (الخوارزميات المتحيزة، والمعلومات المضللة، وخطاب الكراهية، تشكّل ألغاماً مزروعة في طريق المعلومات، وأن المعلومات الدقيقة والقائمة على الحقائق تبقى الوسيلة الأقوى لتفكيك هذه التهديدات)، وأكد غوتيريش (أهمية تسخير الذكاء الاصطناعي بما يتماشى مع حقوق الإنسان وبما يضع الحقيقة في المقام الأول)، مذكراً بـ(المبادئ العالمية لنزاهة المعلومات التي أطلقتها الأمم المتحدة العام الماضي، والتي تهدف إلى تعزيز منظومة إعلامية أكثر إنسانية).