الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
عراقي على خشبة مسرح الشمس: تعمّدت بطقوس كربلاء وباريس أذهلتني بعالمها المسرحي

بواسطة azzaman

عراقي على خشبة مسرح الشمستعمّدت بطقوس كربلاء وباريس أذهلتني بعالمها المسرحي

باريس- افراح شوقي

كان اسمه يتردد مع سيرة المسرح في  كل مرة ، اتذكر ان اكثر من صديق اخبرني متفاخرا ان فنانا عراقيا يعمل منذ سنوات طويلة في اهم مسارح العاصمة باريس، ونصحني بلقائه حتى حانت الفرصة لاتعرف عليه شخصيا، وزادت سعادتي عندما دعاني الى عرض مسرحيته الحالية (العفاريت) ، وكانت هذه المرة الاولى التي ازور فيها مسرح الشمس، او مسرح المخرجة العالمية (اريان موشكين) واحدة من اهم مؤسسي المسرح الشعبي الفرنسي ومن عباقرة المسرح في القرن العشرين.

اكثر من انبهار صابني وانا ادخل عتبة ذلك المسرح الذي سرعان مااكتظ بالناس من كل الاعمار، الزائرون يتوافدون فرادى وجماعات، وعلى شكل عوائل، حتى امتلأت كل المقاعد ومابقي احتلوا المدرجات! نحو ساعتان ونصف  من العمل الدرامي المدروس بطل طقوس الثورة الروسية البلشفية الاولى ثورة اكتوبر واجواء الحرب العالمية الاولى ، كنت احاول التقاط حضور الفنان سمير، واشعر بالفخر لان من بين الجموع التي تتقافز على خشبة المسرح هناك عراقي  معفر بتراب كربلاء المدينة التي ولد فيها ومنحته ملوحة ارضها وكل طقوسها الدينية العتيدة.

سألته، بعد نهاية العرض، هل لك ان تخبرنا من هو سمير عبد الجبار؟ فقال

أنا طفل كربلاء قادمآ من بساتين الرمان والحمضيات وعناقيد التمر الذهبي في ( شتاثة ) التي تسمى ( عين التمر )، ليس بعيدا عن مرتع  ولادتي في ( حصن الاخيضر ) و صحن

الامام الحسين وأخية العباس ونهر الحسينية الذي كان يزود المدينة بالطين الحري,

ولدت في عائلة كبيرة تحب بعضها رغم الفقر والفاقة ،،اثرت بي كربلاء، بطقوسها وعاداتيها و تقاليدها ولكن باريس آضافت لي الكثير وفتحت لي ذراعيها كي انغمس بثقافتها المتنوعة .

لماذا أخترت المسرح ؟ ومتى كانت المرة الاولى التي تعتلي فيها خشبته ؟

- منذ صغري كنت أقلد الاخرين، عائلتي و جيران المحلة وكذلك معلمي المدرسة ،،كنت أشعر بلذه فريدة حين يضحك الجميع، واتذكر ان المعلم رحمان طلب مني تقليد شخصية الملك مع حاشيته في عرض مسرحي نقدمه على قاعة

الادارة المحلية آنذاك ، ولكن مدير المدرسة اعترض وقال لايمكن لابن فراش المدرسة (وكان يقصد ابي)  ان يمثل دور الملك! اسندوا له دور الخادم الذي يوزع القهوة على الحاشية !.

مرت السنوات، وبعد ان انهيت دراستي المتوسطة، شاهد والدي اعلانا في التلفزيون يدعو الراغبين بالاختبار لاجل الدخول في معهد الفنون الجميلة ببغداد، اثار الاعلان حماسة ابي وحفزني للمشاركة، فكانت هذه هي المرة الاولى التي اصعد خشبة المسرح في معهد الفنون الجميلة, وقد كتبت في كتابي الذي تناول مسيرتي الفنية (طير السعد) ان حقيقة أختياري للمسرح هو شكل من اشكال الهروب من مناخ مدينة ( كربلاء ) المتزمت والخانق والمليىء  بالقيود والممنوعات واجواء البكائيات واللطميات وحالة الفقر المدقع الذي كانت تعيشها اسرتي.، وجاءت بعدها باريس والتي الهمتني كل شيء وشهدت ولادتي الفنية المسرحية من جديد، اتذكر ذلك اليوم الذي ذهبت فيه الى مدينة ( افينون) الفرنسية حيث المهرجان المسرحي السنوي، وهناك شاهدت على قصر البابا في الهواء الطلق ثلاث مسرحيات لمسرح الشمس ثلاثية وليم شكسبير ( ليالي اللوك و ريشارد الثالث والثاني ) ومن أخراج المخرجة العالمية الفرنسية ( أريان موشكين) هذا المسرح الذي اعمل فيه الان كممثل منذ عشرون

سنة، ولااخفي عليك اني لازلت بوهج الانبهار لهذا المسرح العظيم علما ان عمره (61) سنة، وكل عرض فيه يمثل ظاهرة فنية اخرها العرض الحالي ويحمل اسم التنانين او العفاريت.

وماهي حصيلة اعمالك، ومشاريعك القادمة؟

- حقيقة ما يحز في نفسي هو اني كنت اتمنى نقل تجربتي الطويلة في المسرح الفرنسي لابناء جلدتي من العطشى والفضولين من الطلبة العراقيين ،تجربة عملية ميدانية وبصرية لم أجعلها تمردون توثيق، وخصوصآ انا وصلت ألى باريس في الثمانينيات، حيث كان يعمل في المسرح الفرنسي كبار المخرجين منهم ( أنطوان فيتز ) و باتريك شيرو ) و( بيتر بروك)  و( جاك لاسال) شاهدت ودرست جميع عروضهم وتعلمت منهم وانا طالب في جامعة السربون ، كنت أشاهد ما يقارب عشرين مسرحية في الشهر مدفوعا بفكرة أن أكون مخرجا مسرحيا على طريقتهم! اما حصيلة اعمالي فهي متنوعة من مخرج فرنسي الى اخر، فقد عملت خمس سنوات مع المخرج والشاعر المعروف (أرمان كاتي) و (إريك اندريو) و موشكين). (جان كلود غال) وآخرهم المخرجة العالمية (آريان).

بمن تأثرت ؟

- كان التأثير الصاعق بالنسبة لي هو يوم كنت في المعهد الثقافي الالماني  في باريس وكان هناك اسبوع كامل لعرض أفلام (السينما الالمانية الجديدة) التي أسسها المخرجون الطليعيون - (فاسبندر و فيرنر شرويته و فيم فندرز و سيبابيرج و هيرزوك) انجذبت بقوة نحو المخرج الباروكي (فيرنير شرويته ) بما تحوي أفلامه من مسرحة للفلم و تعبيرأنفعالي عالي وقررت ان اعمل شهادة الدكتوراه في جامعة السربون حول هذا المخرج والمناخ المسرحي في أفلامه ، وفي العراق كان الرافد الاول لي هو طقوس تعازي وتشابيه- مسرح التعزية - في كربلاء ، كنت مشاهدآ ومشاركآ، هي تحتوي على الكثير من  عناصر المسرحية والانفعالات العاطفية.

ماهو رأيك بالاعمال المسرحية في العراق اليوم ؟

- اليوم المسرح في العراق يعود من جديد ألى جانب الحياة الثقافية المتزامنة معه ، هناك تجارب قام بها مخرجون تواقين للمعارف والاشكال المسرحية الجديدة،  وتوقيت (مهرجان بغداد المسرحي العالمي) يدفع نحو العودة الاكيدة لما كان عليه المسرح العراقي في سنوات عصره الذهبي، حيث كانت المسارح الوطنية والاهلية مزدحمة بالجمهور، ارى ان على القائمين اليوم على المسرح استقطاب الطاقات العراقية التي لازالت في المنافي البعيدة واثبتت حضورها الكبير مثل العراقية (تمارة السعدي) كمخرجة عالمية.

، وهناك الاكاديمي البيداغوج ( قاسم البياتلي ) الذي يعيش في ايطاليا و كذلك الفنان المتوقد الفكر ( فاروق صبري ) في نيوزلندا ، وأنا من فرنسا.

* ماذا آضافت لك باريس و مسرحها والعاملون في هذا المجال؟

باريس علمتني الانفتاح وخلقت عندي عقلية فرحة مبتهجة قابلة في الاستلام ،،ومثلما تقول ( أريان موشكين ) «العقلية الفرحة هي علامة على قوة الانسان «، باريس ايضا رفدتني بثقافات بصرية وشعرية متنوعة ، علمتني كيف أنتقد العروض المسرحية السيئة ،،علمتني ان أدمن مشاهدة العروض المسرحية كتقليد وحاجة وغذاء روحي مهم، قبل اسبوع شاهدت معرض في قلب باريس اسمة ( جسد وروح ) الجسد في اعلى حالته وكذلك الروح ،،،يبقى العرض لمدة 6 اشهر ، تساءلت في نفسي كيف لمخرج مسرحي ان يتجاسر في رسم هندسة اخراج مسرحية دون الولوج في داخل المتاحف والمعارض لكي يتعلم ما هو فن الجسد وكيف يمكن ان ينحت في فضاء المسرح؟!

       سيرة ذاتية

*مايذكر ان الفنان المسرحي سمير عبد الجبار هو عضو وممثل دائم في مسرح الشمس بباريس، شارك في مسرحيات عدة منها ( خلق جماعي على قيد الإنشاء أخراج - آريان موشكين 2024 عن الحرب العالمية الثانية) و خلق جماعي  - جزيره في اليابان - 2021

غرفة في الهند - خلق جماعي  2016 - 2019 - جائزة موليير لأفضل عرض فرنسي

-2018

شكسبير ماكبث - 2013 إلى 2015 

المنبوذون من الأمل المجنون - 2008 إلى 2012 - اقتباس من نص جولفيرن  بقلم هيلين سيكسوس                   

مسرح البجعة - إخراج جان كلود غال

المنفى ليس له ظل لجين بنامير - 2006 إلى 2008

فرقه اريك اندريو اخراج - اريك اندريو

تيتوس أندرونيكوس لشكسبير - دور تيتوس - 2004 - الدور الرئيسي

 رسائل من الصحراء - نصوص من رسائل لأ أسرى  عراقيين  (حرب الخليج) 1997

 وخلال عمله في فرقة قوس قزح المسرحية، مسرحية               

- الغائب ـ أعداد عن نص الكاتب العراقي محي الأشيقر أصوات محذوفة

والكاتب جبار ياسين - وداعآ أيها الطفل  - 1995 إلى 1996

اما ادواره في السينما ، فمنها ادوار     

محاكاة ساخرة، و شخصيات وسلويت في عده افلام فرنسيه - منها - كوكو - اولمو - افضل امل لا أمراءة، كانت لديه مشاركات كمخرج افلام قصيرة منها   (الملا عمر ، بن لادن  ، إلخ)

امرأة من هذا العالم (1983) ، علاقة عائلية لجاك بريفيرت (1984) تخرج سمير عبد الجبار من  معهد الفنون الجميلة المسرحية في بغداد (العراق) - تخصص مسرحي -

 

1982 - ماجستير في السينما من المدرسة التطبيقية للدراسات العليا - باريس - إنتاج فيلم مقتبس عن قصيدة لجاك بريفير

1985 - DEA في السينما في جامعة السوربون - باريس الأولى - أذكر بينين - مدير الأبحاث: جاك غويما

1986 - DEA في علم الاجتماع في جامعة السوربون - باريس الأولى - مرتبة الشرف تدريبية.

 


مشاهدات 117
أضيف 2025/04/27 - 3:58 PM
آخر تحديث 2025/04/30 - 9:42 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 534 الشهر 32616 الكلي 10913263
الوقت الآن
الأربعاء 2025/4/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير