الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
متصرف كربلاء بـ(الربل).. وزير الداخلية يتنقل بسيارة بريد شرطته

بواسطة azzaman

متصرف كربلاء يستخدم (الربل).. وزير الداخلية يتنقّل بسيارة بريد الشرطة

أكرم عبد الرزاق المشهداني

 

في سنة 1952 كان متصرف لواء كربلاء المرحوم مكي الجميل  تسلَّم منصب متصرف لواء كربلاء لمدة سنة وتسعة أشهر ما بين عام 1950 الى عام 1953) وكان رجلاً عفيفاً نزيهاً. وفي وقته لم تكن هناك سيارة حكومية مخصصة للمتصرف، فكان يذهب الى المتصرفية بعربة(ربل) أهلية بأجرة شهرية يدفعها من جيبه الخاص إلى صاحب العربة. ويتذكر أهالي كربلاء أنه في عام 1953م تم تذهيب قبة سيدنا العباس عليه السلام في عهد المرحوم (مكي الجميل) متصرف لواء كربلاء حينها.

كان بعض وجهاء لواء كربلاء وشيوخها ممن يكنّون الود والاحترام للمتصرف، ينظرون الى هذه الحالة باستغراب، فكيف يتنقل المتصرف بالربل؟، فعرضوا على المتصرف أن يرسلوا له سياراتهم لنقله. أتذكر منهم السيد/ علي الددة والشيخ محروث الهذال شيخ عشيرة عنزة المقيم في كربلاء، وعلي خان ورئيس البلدية محمود الاسترابادي، ولكن المتصرف رفض هذه الدعوة المخلصة وقال لهم: (هذا سيكون استغلالاً للوظيفة لا أرضاه لنفسي). وبقي المتصرف على حاله بالانتقال بالربل ما بين داره والمتصرفية.

   وفي أحد الأيام جاء الفرج حيث قررت مديرية البلديات العامة في بغداد صرف سيارة حوضية (تانكر) الى كل لواء وحين تسلم مدير بلدية لواء كربلاء السيارة ذهب الى المتصرف وقال له: لقد انتهت المشكلة، فهذه السيارة حكومية وتابعة لمتصرفية اللواء، وتخرج صباح كل يوم لسقي الشتلات الزراعية في شوارع كربلاء ثم تعود للسقي من بعد الظهر، فهل لديك مانع من ركوب هذه السيارة لإيصالك بعد انتهاء الدوام؟، فوافق السيد المتصرف على هذا الحل، وشكر مدير البلدية على هذه الفكرة، وفعلا بدأ المتصرف يركب السيارة الحوضية.

وقصة اخرى من بغداد 1954 وزير الداخلية:

في سنة 1984 التقيت مع المرحوم سلطان امين في نادي العلوية وكان صديق والدي المرحوم العميد محيي الدين عبدالرحمن ، وقد حكى لي المرحوم سلطان أمين أنه كان يشغل منصب مدير شرطة لواء بغداد سنة 1954 وكان يشاهد المرحوم سعيد قزاز يحضر الى مقر وزارة الداخلية بسيارة أجرة (تكسي)، ويقول:

    (لقد تأسفت لهذا الوضع فقمت بمقابلة مدير الشرطة العام الفريق علوان حسين وحكيت له ما رأيته فسألني عن مقترحي بهذا الشأن).

توزيع بريد

فقلت له: (سيدي عندنا سيارة شرطة تخرج صباح كل يوم لتوزيع البريد على مراكز الشرطة فيمكن أن نكلف السائق بنقل معالي الوزير الى الوزارة وبعد الظهر عقبَ عودته من توزيع البريد يعيد معالي الوزير الى داره).

فقال لي السيد مدير الشرطة العام الفريق علوان حسين: (اذهب انت لمقابلته ومفاتحته حول هذا الاقتراح وحاول إقناعه). وحين قابلت معالي وزير الداخلية وعرضت عليه المقترح فانه تردد في بادئ الأمر من قبول الفكرة، ثم وافق بعد ذلك على مضض.

وقال لي المرحوم سلطان أمين:

(حين هممت للخروج من مكتب المدير العام ناداني من جديد مخاطباً إياي يا سلطان بيك هل في هذا الأمر أي مسؤولية تقع على عاتقي)، فقلت له: (سيدي لا توجد أية مسؤولية في هذا الأمر وكن مطمئناً)، فشكرني على اهتمامي بموضوع تنقله بين الدائرة والبيت. هكذا كان المسؤول في العهد الملكي يحترم ويقدّس المال العام…

 


مشاهدات 88
الكاتب أكرم عبد الرزاق المشهداني
أضيف 2025/06/14 - 3:09 PM
آخر تحديث 2025/06/15 - 2:41 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 383 الشهر 9824 الكلي 11144478
الوقت الآن
الأحد 2025/6/15 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير