ضربات جوية وصاروخية متبادلة في ثالث أيام التصعيد بين إيران وإسرائيل
بغداد تبلغ الأوربيين رفض خرق الأجواء والرياض تدخل على خط التهدئة
بغداد - ندى شوكت
دخلت الرياض، على خط الأزمة عبر تحرك دبلوماسي يهدف إلى نزع فتيل التوتر بين ايران وإسرائيل واحتواء تداعياته على المنطقة، فيما وجّهت بغداد رسالة إلى الاتحاد الأوربي، أكدت فيها رفضها القاطع لاستخدام أجواء البلاد في أي عمليات عسكرية، مجددة التمسك بسيادة العراق الكاملة وموقفها الرافض للزجّ بها في أي صراع خارج الحدود. وقال بيان تلقته (الزمان) أمس إن (رئيس الوزراء محمد شياع السوداني التقى سفير الأوربي لدى بغداد توماس سيلر، حيث جرى بحث العلاقات بين العراق والاتحاد، وتطوّرات الأوضاع في المنطقة)، وشدد السوداني على إن (العدوان الصهيوني الأخير على ايران يمثل تهديداً مباشراً للأمن والاستقرار في العراق والمنطقة، وأن المقصود منه عرقلة كل الجهود الدبلوماسية التي جرى بذلها، في انتهاك صارخ للقواعد والأعراف القانونية والدولية)، مؤكداً إن (العراق يرفض بشدة اختراق أجوائه، وهو كان ومازال يبذل أقصى درجات ضبط النفس والابتعاد عن الصراعات في المنطقة، مع تقديم مصلحة الشعب العراقي أولاً)، من جانبه، اعرب سيلر عن (تقديره للموقف العراقي إقليمياً ودولياً، ولنجاح الحكومة في ترسيخ الأمن والاستقرار المستدام، وسياستها المتوازنة دولياً). فيما دعت كتائب حزب الله العراقي، الحكومة الى اغلاق السفارة الامريكية لدى بغداد لمنع توسع الحرب. وقالت الكتائب في بيان أمس (نراقب تحركات الجيش الأمريكي، وسنستهدف كل مصالحكم بالمنطقة إذا تدخلتم بالحرب)، داعيا الحكومة العراقية الى (اغلاق السفارة الامريكية في بغداد). وأكد صباح النعمان، الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، رفض العراق القاطع لاختراق أجوائه واستخدامها في الاعتداءات على دول الجوار. وقال النعمان في بيان تلقته (الزمان) أمس إن (الحكومة اتخذت إجراءات دبلوماسية عبر الخارجية وممثلية العراق في الأمم المتحدة بشأن اختراق الأجواء من قبل إسرائيل)، مطالباً الولايات المتحدة بـ(تحمل مسؤولياتها لوقف هذه الخروقات)، وأكد إن (العراق يحتفظ بحقه في الرد وفق ميثاق الأمم المتحدة، ولن يسمح بأن تكون أراضيه ساحة لتصفية الحسابات). في وقت، أكد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، رفض بلاده لاستخدام القوة لحل النزاعات، مشيراً إلى أن الاعتداءات الإسرائيلية عطلت الحوار وجهود خفض التصعيد. وجدد ابن سلمان خلال الاتصال (إدانة السعودية للضربات الإسرائيلية التي استهدفت إيران، مقدماً تعازيه في الضحايا). بدوره، ثمّن الرئيس الإيراني (موقف المملكة، وشكر خادم الحرمين على تسهيل خدمات الحجاج الإيرانيين). كما تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي، صوراً لوزير الدفاع السعودي مع الرئيس الإيراني وأخرى مع المرشد الإيراني، قيل انها جاءت خلال زيارته الى طهران لعرض وساطة للتهدئة. ولم يتسن لـ (الزمان) الحصول على معلومات إضافية او تفاصيل بشأن صحة هذه الزيارة من عدمها.
وشهدت إيران وإسرائيل، تصعيداً غير مسبوق لليوم الثالث، مع تبادل مكثف للضربات الجوية والصاروخية. حيث استهدفت إسرائيل أكثر من 80 موقعاً في إيران، بينها منشآت عسكرية ونووية في طهران ونطنز وأصفهان، ما أدى إلى تدمير أجزاء من منشأة نطنز ومقتل قادة عسكريين وعلماء نوويين إيرانيين، بحسب تقارير إسرائيلية. في المقابل، أطلقت إيران وابلاً من الصواريخ على تل أبيب والقدس، ما أسفر عن مقتل 10 أشخاص وإصابة أكثر من 200 آخرين. وأفادت وزارة النفط الإيرانية، بأن ضربات إسرائيلية استهدفت خزانين للوقود في طهران، بعيد إعلان إيران إطلاق دفعة جديدة من الصواريخ على إسرائيل.
على صعيد متصل، أكد التلفزيون الإيراني، وفاة علي شمخاني، مستشار المرشد الإيراني، متأثرا بإصابته في الهجمات التي شنتها إسرائيل على إيران الجمعة الماضية. في تطور، اغتالت إسرائيل، رئيس أركان الحوثي محمد الغماري، في غارة جوية على صنعاء. وحضت وزارة الخارجية البريطانية امس (رعاياها على عدم السفر إلى إسرائيل في ظل التصعيد العسكري المستمر بينها وبين إيران).