حكم المقص
الاء نافع
-هل كنتِ معهما عندما خططا لقتل والدك؟
- هل… كانا يخططان لذلك؟
(تهز رأسها بحيرة) لا أفهم…
كنت موجودة، نعم. لكن ما حدث بدا عفويًا تمامًا. كنا نضحك، نمرح… كل شيء كان مثاليًا، كأنه مشهد من فيلم.
-فيلم؟ كيف؟
- تناولنا طعام الغداء مع العائلة في “البيت الكبير”، ثم صعدنا إلى شقتنا. الجو كان دافئًا، ضحكنا كثيرًا. أحضرت أمي الفواكه، أكلنا معًا. بعدها، ناولته قميصًا كانت قد خاطته له، فابتسم، امتدح عملها، وشكرها بلطف. قال إنه سيأخذ قيلولة، وغادر إلى غرفة النوم.
أما أنا، فقد ذهبت أبحث عن لعبتي.
ثم…
(تتوقف، تتنفس ببطء وكأنها تستعيد شيئًا غامضًا)
ثم سمعت صوت تدافع، ووقع كرسي.
عدت مسرعة إلى الصالة. لم أستوعب ما رأيت. والدي كان يدفع أمي باتجاه الحائط، وهي تحاول الإفلات، تصرخ وتنادي على أخي.
- كم كان عمره حينها؟
- خمسة عشر عامًا… هو أكبر مني بسبع سنوات.
- وماذا فعل؟ هل حاول مساعدتها؟
- لا… كان واقفًا. يراقب فقط.
- وأنت؟
- كنت واقفة قرب ماكينة الخياطة، في طرف الصالة. هما كانا أقرب إلى غرفة النوم.
- ماذا حدث بعد ذلك؟
- بدأت أصواتهما ترتفع…
(تغلق أذنيها بكفيها وكأن الأصوات تعود فجأة)
أبي صفع أمي، وهي تصرخ: “ابتعد عني… سأقتلك إن لم تفعل!”
- هل تدخّل أخوك؟
- اقترب، لكن أبي نهره، فتراجع.
- إذن، كانا بعيدين عن ماكينة الخياطة… كيف وصل المقص إليهما؟
- أمي قالت لي: “أعطيني المقص”.
وأبي صرخ: “لا تفعلي!”
كان المقص بيدي… لم أكن أعلم ما عليّ فعله. ثم أخذه أخي مني، واقترب به نحوهما. أمي كانت تمد يدها… ثم…
(تسكت، وجهها شاحب، تنظر إلى الأرض)
…ثم صرخ أبي. والدم بدأ يتدفق بقوة.
أغمضت عيني…
وعندما فتحتهما، كانت الشرطة قد ملأت المكان