نبض حواء .. قرار

هدى جاسم

«ساتخذ من الصمت سلاحا «  ،هكذا بدأت طريقها الجديد وقررت ان تسير فيه  بعد رحلة مليئة بالاشواك على مدار سنوات طويلة ادمت اصابعها وشاخت ذاكرتها مما علق فيها من ادران وامراض مزمنة وعابرة . لم تكن تعلم ان خياراتها وقلبها النابض بالحب هو نفس الخيار الذي جعلها « تصمت « امام الريح العاتية التي عصفت بقلبها وتسارعت من الخوف نبضاته وهي تحاول ان تسير بمركب حياتها على حساب حياتها ايضا ، فقط من اجل ارضاء الاخرين الا نفسها . كانت كل احلامها بيت صغير وقلب يجاورها ،يحميها من انكساراتها ويمسح عنها دموع الفقد والحرمان ، حاولت ان تبني بيت احلامها وتمضي بكل انكساراتها الى خزانة اعتقدت انها ستضم كل اسرارها وتطوي فيها  كل سنوات الالم . كل يوم كان الخوف ونبضات قلبها يتحاوران بوجع ليس له مثيل ، كانت تراجع الاطباء وجميعهم اتفقوا على ان احشاء تلك المرأة تتكسر كل يوم دون ان يعلم احد منهم الاسباب ، هي فقط كانت تعرف السر ، لكنها تخفيه لئلا يتسبب بجرح احد وتفقد اخر امل في حلم ببيت صغير وقلب وخزانة اسرار . مرت السنوات وكان قلبها كما هو ينبض اكثر من الخوف ويستعين بالعقل في ساعات قليلة ليهدء ويعم في اوردته السلام ،وفي كل عام كان القلب يشكو والطبيب يحارفي العلاج ، مرة يقول كوني اقوى ومرة يقول عليك بالادوية المهدئة ومرات اخرى يقول عودي للطفلة التي ماتت في داخلك، حاولي ان تنعشي ذاكرتك بالرسم على الحيطان او الطباشير على الارض علك تعودي الى عقلك المفقود والتائه في اجزاء القلب .

وفي ليلة لم تعرف ابوابها الى النهار صرخت باعلى صوتها بان السلاح الوحيد امام عاصفة الخوف هو « الصمت « ..فالكلام لم يجد نفعا معها واساطير الحب كانت في حياتها كذبة والحلم يبقى حلم حتى تصمت امامه وتحققه خارج اطار الخوف ، من هنا بدأت رحلتها الجديدة ، هدء قلبها وتلعثم الخوف امام اصرارها على الحياة دون الحاجة الى طبيب يجهل اسرار الخزانة المحفورة في جدار البيت القديم .

قررت ان تعيش حتى باقل النبضات او اعلاها فكلاهما سيؤدي الى ذاكرة اتعبتها سنين طوال ، قررت ان تتخذ من الصمت سلاحا وان صرخت باعلى صوتها امام حكايات من نسج الخيال .