الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
من الهوش للماكنتوش

بواسطة azzaman

لمن تقرع الأجراس؟

من الهوش للماكنتوش

هاشم حسن التميمي

 

مرت علينا وكانها لمحة بصر سنوات زادت على عقدين ونيف من الزمان حين اسقط الاميركان النظام الدكتاتوري ونصب بدلا منه نظاما ديمقراطيا مزيفا تفاصيله اغرب من الخيال .

 لقد اتجه المجتمع العراقي بدلا من بناء دولة مدنية حديثة تبهر العالم  الى حالة من الانقسام الطبقي الحاد وسيصل ليشابه النظام الطبقي في الهند طبقة المهراجات التي تلعب بالترليونات وطبقة هيهات منا الذلة التي تلعب بلطم الخدود وذرف الدموع وتتوزع بينهما جماعات احياء السنة وبين هذا وذاك نهب المال العام وتنصيب الحثالات  واللصوص  والجهلة في مناصب القمة وعرض العراق بالمزاد العلني بعد ان ضاعت الهوية وتخلى صناع القرار من اجل الكراسي عن المصالح العليا للدولة وعن ابسط قيم الرجولة واحترام العدالة والقانون.

 نقول ذلك ونحن نعيش من الداخل ونراقب ونرصد اكاديميا التحولات الطبقية التي يمر فيها العراق ونقارن ذلك مع المجتمعات  النامية الاخرى  وفي مقدمتها الهند ولعل دراسة الباحث المعروف راهيجا غلوريا غودوين عن الطبقات الاجتماعية في الهند والمتمثلة في طبقة ( الفارنا) الفائزة بالمناصب العليا ومصادر الثروة والتي تمتلك جبالاً من الذهب ولها طقوس من البذخ لاترقى اليه الاساطير وطبقة ( الداليت) المنبوذة التي تبحث  في النفايات عن وجبات الطعام مثلما يحدث الان في غزة  وعندنا في اطراف بغداد وعند حاويات النفايات في المطاعم الكبرى... وكلنا نتابع كل يوم امراء الخليج واغنياء العراق والزعامات العربية وكبار المستثمرين وقادة المافيات الاجرامية يرتدون الذهب والالماز ويلبسون احذية من ذهب مرصعة بالالماز وحتى عاهراتهم تتباهي برانج روفر والتاهو والسهر في مونت كارلو .

 ولعل الفرق في المجتمع الهندي ان الطبقة وحجم الثروة تحدد من ( الميلاد)  وتورث وليس القيمة في طبيعة الكفاءة والاداء ، اما في العراق فان الطبقات تتشكل منذ عشرين عاما في ظل ديمقراطية اميركية مزيفة اعتمدت ىالمحاصصة وتقاسم السلطة والمناصب والهيمنة على الثروة الوطنية اعتماد على الولاء والتوافق والتامر لاختلاس المال العام وبقوة المليشيات وتضليل الجماهير بالدعايات الانتخابية والاستمالات العاطفية المذهبية والقومية والدينية والعشائرية والمناطقية وضخ المليارات من الدولارات في كل دورة انتخابية والتحالف  حتى مع الشيطان من اجل الاحتفاظ بمقاليد الحكم ومصادر الثروة وانتعاش اساليب الفساد من قمة الهرم لاسفل القاعدة، فلم يشهد البلد تنمية حقيقية وبنية تحتية تؤمن الحد الادنى من الحياة الحرة الكريمة التي وعد بها الدستور ولم نشهد مشروعا وطنيا علميا وحقيقيا للاصلاح ومحاربة الفساد خارج التصريحات والشعارات  ويحدث على الورق عكس ذلك تماما والدليل ان اللصوص والمزورين والقتلة يعيشون بامن وسلام وسيعودون وبقوة للتحكم بالاقتصاد وبسلطات الدولة ولانحتاج لذكر الاسماء والوقائع  والعجيب انهم سيتحولون الى ابطال وقدوة في المجتمع!

 نعم ظهرت عندنا طبقة( فارنا ) ليس لها اصول بالنسب والثروة والثقافة بل انتقلت من  مهن وضيعة وفشل دراسي مزمن وسمعة اجتماعبة سيئة لتصبح في قمة الهرم تجلس في ارقى المناصب وتتحكم بالاقتصاد بل برقاب الناس ومصير البلاد تسحق من يعارضها وتداور نفسها وشعاراتها وتحالفتها لتبقى هي المهيمنة وصدق من وصف هذه الطبقة بانها انتقلت  من ( الهوش للماكنتوش) من سرقة الماشية  للتمتع بالليال الحمر في فينا. ولانقصد مربي الابقار والجاموس فلهؤلاء ايضا خبرة في تربية الحيوان وادارة المزارع لتكون مربحة ونقصد بلصوص الماشية فانهم يحيدون السرقة  ويفشلون كما قال احدهم من ادارة حقل للدواجن وليس دولة مثل العراق ... نقول ذلك وستكشف حربهم الانتخابية للكثير من غسيلهم القذر وبعد ذلك سيتفقون ويتوافقون على سرقتنا وقتلنا عند اختلافهم وهم جميعا دخلوا في حظيرة التطبيع والعبودية لذيول ترامب في المنطقة والعالم... ومن كان بغير هذه الصفات ليقدم لنا الدليل لاكون له اول المصوتين بدون مبردة او بطانية او صفة استشارية في حظيرة دولة الرئيس القادم.

 

 


مشاهدات 123
الكاتب هاشم حسن التميمي
أضيف 2025/06/02 - 12:42 AM
آخر تحديث 2025/06/03 - 12:10 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 664 الشهر 3393 الكلي 11138047
الوقت الآن
الثلاثاء 2025/6/3 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير