ليكن الكتاب المسموع مقروءاً
وليد عبدالحسين
تابعتُ باهتمام بالغ الحلقات الست من برنامج «الكتاب المسموع» عبر قناة (العراقية Tv) مع الكاتب علي وجيه، والذي قدّم من خلالها قراءة تحليلية للتاريخ العراقي الثقافي منذ بدايات القرن الماضي، لا سيما الشعر والشعراء والكتّاب والصحافة والاحداث السياسية المؤثرة في الواقع الثقافي وحتى بدايات القرن الحالي، وما جرى من متغيرات كبيرة في الواقع العراقي بعد سقوط نظام صدام حسين عام 2003، مؤشراً بموضوعية على النزعة الطائفية التي حكمت هذا الواقع، سواء في العهد الملكي أم الجمهوري، وراح ضحيتها شعراء عظام كمحمد سعيد الحبوبي، والجواهري لولا علو صوته وشهرته العالمية، وما جرّته من فائدة على أسماء وإن كانت مهمة، غير أن بعض النزعات الطائفية صدّرتها على حساب غيرها كالرصافي والزهاوي وغيرهما.
ناهيك عن مروره بالأحداث السياسية الملتهبة في نهاية الخمسينات وبداية السبعينات وذروتها في حرب الثماني سنوات، وما عاشه العراق من آهات وآثار الحربين والحصار المؤذي لشتى الأصعدة الحياتية والثقافية والاجتماعية.
كان الكاتب علي وجيه يشرح المراحل التاريخية بنصل أوكام على حد تعبير أستاذنا محمد سليمان الأحمد، ويقدّم لنا دراسة تاريخية موضوعية مهمة عن العراق الثقافي المعاصر، وعن جدّ أتمنى منه أن يصدر هذه الحلقات الست في كتاب كي يكون مصدراً مهماً لنا يمثل خلاصة قراءاته لعدد كبير من المصادر متناولاً بها تحليلاته واستنتاجاته.