في هدوء الليل يبوح قلمي
عبدالستار الراشدي
في هدوء الليل، وحين يخف ضجيجه،
وتغفو الأصوات في أحضان السكون ،
اجلس وحدي، على نور خافت ،
إحمل حلماً ، وابدأ الكتابة ،
حيث تتسلل افكاري كطيف عابر ، تطرق
أبواب ذهني ، وتتوارد الخواطر الواحدة تلو الاخرى،بلا استئذان،
وتهمس الأشواق لي من بين الضلوع،
لتسألني : هل الليل أضناك وأهاج مواطن البوح ؟
لأُجيبها :
دعيني لأكتب عن احلام ٍ تاهت في الطرقات،
وعن ذكريات عابرة تحنُّ إلى أحاسيس أثقلت كاهلها ، وعن قلبٍ أرهقهُ السير ُبلا دليل،
وعن جروحٍ أبت ألانزواءِ في الظلمةِ بعدما طوقتها عتمة الليالي ،
وانا اكتب على ورقتي البيضاء، سطورٍ خافية ، لتولد منها قصائدي من رحم المعاناة والانتظار القاسي،
لتنمو كلماتها كشجرةِ نبقٍ في صحراء رملية ، لتزهر ألماً من شدة المخاض
ولتثمرَ القليل من الامل ،
في هدوء الليل ،جالسٌ لوحدي ، بدون مراقبة من احد،ولا عيون تنظرُ اليًَّ،
وتحيطِ بي أسوار عالية من الصمت ..
وانا وقلمي نتقاسم رحلة البوح، لتمضي بلا خوف ، وبلا قيود ، وبلا تردد،
فيا ليلي الطويل، هل تكون َ شاهدا ً على أسراري،
وانت ياقلمي ، لا تخذلني في كتاباتي، واعترافاتي،
وأروي عني حكاياتي ،
التي أثقلت على أفكاري ، وعلى كاهلي ،
وعن شاعرٍ يريدُ سكْبَ روحه ِبين نهاياتِ أسْطُرٍ
لا نهاياتٍ لها .