الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الأدباء في بغدادَ العزَّةِ والبهاء


الأدباء في بغدادَ العزَّةِ والبهاء

غزاي درع الطائي

 

تأسس الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق عام 1959، وقد جرت أول انتخابات له في السابع من أيار من ذلك العام، وقد انبثقت عن تلك الانتخابات أول هيئة إدارية للاتحاد، وتألفت من الأدباء: محمد مهدي الجواهري رئيسا، وصلاح خالص سكرتيرا عاما، ومحمد صالح بحر العلوم أمينا للصندوق،  فيما فاز بعضوية الهيئة الإدارية كل من: ذنون أيوب، د. مهدي المخزومي، د. علي جواد الطاهر، عبدالله كوران، عبد الوهاب البياتي، لميعة عباس عمارة، عبد الملك نوري، عبد المجيد الونداوي، علي جليل الوردي، عبد الكريم الدجيلي، يوسف العاني، وسعدي يوسف، واليوم وقد مر على تلك الانتخابات التأسيسية (66) عاما، جرت بمشاركة (1826) أديبا من جميع محافظات الوطن، في الثلاثين من أيار الماضي، في رحاب بغداد الحبيبة ذات المجد التليد والحاضر الزاهر، انتخابات الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق الجديدة، بإشراف نقابة المحامين العراقيين، وسُمِّيت هذه الدورة الانتخابية باسم الشاعر الراحل موفق محمد، الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى في 15 أيار من العام الحالي، وكان أدباء العراق قد توافدوا إلى بغداد التي يوصف أهلها بأنهم شُمُّ العرانين، توافدوا من كل مكان، سعيا نحو المشاركة في هذه الانتخابات التي يحين موعدها كل ثلاث سنوات، حاملين معهم روعة الإبداع الأدبي العراقي، وحبهم للعراق الحبيب وعاصته الجميلة، وكم كان حضور الأدباء في أحضان بغداد بهيا، وكم كان وجودهم فيها غنيا بقداح التألق الأدبي الباهر، وهم كم كانوا مشتاقين لرؤية عاصمتهم الرافلة بالعز والألق والبهاء، ويمكن القول بلا وجل: إن أدباء العراق لهم ما لهم، فقد أناروا ظلام الأيام بضوء كلماتهم المخلصة، ووسَّعوا كل ما هو ضيِّق بأفكارهم الوقّادة، حروفهم من نور وكلماتهم لا توزن إلا  بالذهب، وقد ملؤوا سلالهم بورد لا يذبل، وبعشق لا ينفد، هم الضمير الحي للوطن، والصوت المعبر عن الناس، وهم يغذّون السير في دروب الحياة المختلفة والمتقاطعة، متجاوزين كل وعورة فيها ومتمسكين بكل ما يربط الكلمة بالحياة والأمل، يلهبون القلوب ويحيّون القيم العالية، إنهم مثل الجواهري الذي قال:

أنا بينَ الطُّغاةِ والطُّغَمْ     شامخٌ فوق قمة الجبلِ،

ومثل الرصافي الذي قال:

إذا لم يعشْ حرّأً بموطنِهِ الفتى     فسَمِّ الفتى ميْتاً وموطنَهُ قبرا

ومثل السياب الذي قال:

 أَكَادُ أَسْمَعُ العِرَاقَ يذْخرُ الرعودْ/ ويخزن البروق في السهولِ والجبالْ

ومثل عبد الوهاب البياتي الذي قال:

عائشةٌ تشقٌّ بطنَ الحوتْ/ ترفع في الموج يديها/ تفتح التابوتْ

ومثل موفق محمد الذي قال:

ما زلتُ أسعى في العراق ولا بلدْ/ ما زلتُ نهباً للذئاب إلى الأبدْ

وبغداد مدينة للدين والدنيا، وعاصمة للحب والنقاء، ومصدر إلهام للشعراء والكتاب والفنانين، ومصدر ضوء للجمال الباذخ الذي يبدد ظلام الأيام وينير الزمان بكل ما هو جميل وزاه وزاهر، فتحية لأدباء العراق، تحية مضمخة بمشاعر المحبة وأحاسيس الزهو الراقي، وهو يجددون العهد للعراق الغالي على أن يظلوا شموسا مضيئة بالمحبة الثابتة والموقف الأصيل والفكر النابع من هدير شلالات الوطن وتدفق أنهاره، ويجدِّدون في الوقت نفسه الولاء والإخلاص لبغدادهم الغالية، بغداد التي قال عنها الجواهري:

بغدادُ يا قلبَ العراقِ ووعیَهُ     وضمیرَهُ لا زعزعتْكِ رياحُ

والتي قال عنها مصطفى جمال الدين:

بغدادُ ما اشتبكَتْ عليكِ الأعصرُ     إلاّ ذوتْ ووريقُ عُمركِ أخضرُ

مرَّتْ بكِ الدُّنيا وصُبحُكِ مشمِسٌ     ودجتْ عليكِ ووجهُ ليلكِ مُقمرُ

وقال عنها نزار قباني: عيناكِ يا بغداد منذ طفولتي     شمسان ناعمتان في أهدابي

وصدح صوت فيروز باسمها فغنَّت:

بغدادُ والشُّعراءُ والصُّوَرُ     ذَهَبُ الزَّمانِ وضوعُهُ العطِرُ

إنها المدينة المباركة المحاطة بالضوء من جميع جهاتها، والمتزرة بالمجد أمام العالم أجمع. 

ولقد أعلنت اللجنة العليا لانتخابات الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق مساء يوم الجمعة  الثلاثين من الشهر الماضي أسماء الأدباء الثلاثين الفائزين بانتخابات المجلس المركزي للاتحاد، من بين (95) مرشحا، وهكذا فإن الأدباء الذين  يشكلون أعضاء المجلس المركزي الجديد للاتحاد هم كل من: عمر السراي، د. عارف الساعدي، علي حسن الفواز، د. جاسم محمد جسام، جمال الهاشمي، منذر عبد الحر، د. عمران الخياط، حسن البحار، رجاء الربيعي، د. حازم الشمري، د. حمد محمود الدوخي، معن غالب سباح، عبد السادة البصري، د. علاء كريم، د. راوية الشاعر، فاضل ثامر، د. علي متعب جاسم، غرام الربيعي، د. عمار المسعودي، عبد الأمير المجر، د. غنام محمد خضر، سعد محمد، رافد عزيز القريشي، ابتهال بليبل، جبار الكواز، آريان صابر الداوودي، يوسف شواني، ئاوات حسن أمين، إبراهيم قوريالي، روند بولص، وسيقوم المجلس المركزي الجديد قريبا بانتخاب رئيس جديد وأمين عام جديد للاتحاد، فضلا انتخاب الأعضاء الجدد للمكتب التنفيذي للاتحاد، ومن ملاحظة الأسماء الفائزة نرى أن أغلب المنتخَبين في الدورة السابقة قد أُعيد انتخابهم في هذه الدورة، وهذا يدلُّ على أنهم قد أدّوا واجباتهم تجاه الأدباء والأدب والثقافة بعامة بتفان وإخلاص ومثابرة مع استمرارية مشهودة في بث الجَمال في ربوع الأدب والثقافة. 

إن انعقاد المؤتمر الانتخابي هذا كان فرصة لا أحلى منها لعقد اللقاءات التواصلية فيما بين الأدباء ولتحقيق الاتصالات المباشرة بينهم، وهي فرصة لا يمكن أن يفوِّتها أديب من الأدباء، من أجل تبادل الكتب والورد، وتحقيق الحوارات المثمرة وطرح الأفكار والمشاريع الجديدة.

تحية مباركة طيبة للاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، الذي تتسع خيمته لاحتضان جميع أدباء الوطن تحت ظلال الأدب الراقي والعمل الثقافي الزاهر، وسط شآبيب المحبة والإبداع والفاعلية.

 


مشاهدات 125
الكاتب غزاي درع الطائي
أضيف 2025/06/02 - 12:55 AM
آخر تحديث 2025/06/03 - 2:15 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 718 الشهر 3447 الكلي 11138101
الوقت الآن
الثلاثاء 2025/6/3 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير