إهمال إداري

عبد الحكيم مصطفى

مّرت العقوبة التي سّجلتها لجنة الانضباط في الاتحاد العراقي لكرة القدم على نادي الطلبة في الجولة الثالثة من بطولة دوري نجوم العراق ، أمام فريق نادي النفط على خلفية ارتداء لاعب فريق النادي مصطفى محمد معن قميص برقمين مختلفين ، بموجبها خسر فريق الطلبة ثلاث نقاط ، مرور الكرام على النادي ، حيث اكتفت ادارة النادي بإصدار بيان اشارت فيه ان النادي سيستأنف قرار لجنة الانضباط ، دون ان يكون لها أي رد فعل على الجهة الادارية التي تسبّبت في هذا الخطأ العجيب ، ولم توجّه إدارة نادي الطلبة عقوبة التنبيه للاعب مصطفى محمد معن ، الذي كان عليه ان يكون اكثر وعياً وحرصاً على اداء واجبه ، ويتأكد من رقم قميصه قبل ارتدائه ، حيث شارك في مباراة فريقه امام فريق نادي النفط ، وهو يحمل الرقم 34 على قميصه، في حين أن رقمه الرسمي في قائمة الفريق كان 32، وفق بيان نشره موقع دوري نجوم العراق .

واستندت لجنة الانضباط في الاتحاد العراقي لكرة القدم إلى تقرير مراقب المباراة، التي انتهت بالتعادل السلبي 0-0، والذي أشار إلى استخدام مصطفى محمد معن رقماً مختلفاً، ولم يُكتشف الخطأ إلا بعد حصول اللاعب على بطاقة صفراء، ليظهر أنه ليس هناك لاعب في صفوف فريق الطلبة يحمل الرقم 34 على القائمة الرسمية.

وبعد أختتام الجولة الرابعة أصدرت لجنة الانضباط في اتحاد الكرة قراراً يقضي باعتبار فريق الموصل خاسراً بنتيجة (3 – 0) أمام ديالى في المباراة التي احتضنها ملعب دهوك دوري نجوم العراق والتي انتهت بالتعادل الإيجابي (2 – 2 ).

وجاء القرار عقب مناقشة الشكوى التي تقدّم بها نادي ديالى والتي تضمنت اعتراضاً على إشراك نادي الموصل سبعة لاعبين محترفين في المباراة ، في حين تنص لوائح المسابقات للموسم الحالي (2025 – 2026) على السماح بمشاركة ستة محترفين فقط بمن فيهم اللاعب اليمني، على ألا يتجاوز عدد المحترفين المشاركين هذا الحد خلال المباراة الواحدة .

وأشارت اللجنة في بيانها إلى أنها اطّلعت على استمارة المباراة وكشوفات تسجيل اللاعبين وتأكدت من صحة الشكوى وثبوت المخالفة، مؤكدة أن ما حدث يُعد خرقاً واضحاً للوائح المسابقات المعمول بها .

مثلما فعلت ادارة الطلبة ، فإن ادارة نادي الموصل أيضاً ، لم تسجل اي عقوبة علنية على الاداري الذي ارتكب خطأ زج سبعة لاعبين محترفين  في مباراة أمام ديالى ، عوضاً عن ستة لاعبين .

 الاجراء المناسب في حالتي ناديي الطلبة والموصل هو تسجيل العقوبة المستحقة بحق الاداري الذي ارتكب الخطأ كما أسلفت ، على غرار ماتفعله الاندية الرياضية بحق المدرب غير الناجح واللاعب غير المنتج ، حيث تعلن وتنشر ادارات الاندية في وسائل الاعلام خبر الاستغناء عنهما ، وتذكر سبب التخلي عنهما ، وفعلت ذلك في الادوار الاربعة الماضية من بطولة دوري نجوم العراق.. ويحسب لادارتي النفط وديالى ،  سرعة قرائتهما الموقف القانوني غير السليم لمنافسيهما وحصول فريقهما على نقاط الفوز .  

انا لا أحّرض ادارات الاندية الرياضية ، على تغييب اوتسريح اي اداري غير منضبط ، ولكن معاملة الاداري غير الحريص على أداء تفاصيل عمله بكفاءة ، يجب ان تكون مثل معاملة اللاعب غير المنتج والمدرب غير الناجح . وعدم معاقبة الاداري المقصر ، مؤشر إهمال إداري غريب ، يفتح الباب أمام الاداري ، لارتكاب أخطاء أخرى في المستقبل .