الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
توقّعات عن مهمّة سافايا إلى العراق

بواسطة azzaman

توقّعات عن مهمّة سافايا إلى العراق

راجي العوادي

 

« سافايا » من أصول عراقية مسيحية ، يمتلك شركة لبيع «الحشيش» الطبي في ولاية ميشيغان، بحسب تقارير صحفية أميركية, وجاء تكليفه عقب تصريحات مثيرة أدلى بها الرئيس دونالد ترامب خلال مؤتمر شرم الشيخ ، انتقد فيها إدارة قطاع النفط العراقي.

 أن تعيين مارك سافايا يعكس اهتماماً أميركياً متجدّداً بالعراق وأن اختيار شخصية من أصول عراقية مسيحية يوجّه رسالة دعم للمسيحيين والأقليات وينبا بمرحلة تحوّل مهمة في السياسة الخارجية الأميركية تجاه العراق  والتي شهدت، تجميداً مؤقتاً للعلاقات الدبلوماسية وعدم إرسال سفير من واشنطن  منذ عام خلفاً للسفيرة رومانوسكي، المعروفة بمواقفها المتشدّدة تجاه الجماعات المسلّحة المقرّبة من محور المقاومة.

مجالات اقتصادية

أن إرسال مبعوث يرتبط مباشرة بالرئيس الأميركي قد يؤدّي إلى تنفيذ برنامج يختلف عن البرنامج المعتاد للدبلوماسية الأميركية، إذ سوف يمتلك صلاحيات واسعة للتحرّك في المجالات الاقتصادية والاجتماعية، وحتى في تأسيس الشركات».

فهل سيلعب دوراً في تحويل الاقتصاد العراقي من نموذج هجين يعتمد على مزيج من الدولة والقطاع الخاص إلى اقتصاد أكثر انفتاحاً وتعددية ) اقتصاد السوق المفتوح (بما يتماشى مع التحوّلات الدولية وينجح في تحويل الاقتصاد والتجارة العراقية نحو اقتصاد مفتوح، ما يتطلّب تعديلات على العديد من القوانين التقليدية التي تشكّل عقبة أمام جذب الاستثمارات العالمية، خصوصاً الأميركية والأوروبية، بالإضافة إلى تشجيع المستثمرين العراقيين المحليين»

لكن الذي يؤخذ على التكليف فهو يعد اعترافا بأن الوضع في البلاد غير طبيعي وتدخلاً جديدًا في الشأن العراقي , في وقت حساس (الانتخابات البرلمانية) بفرض إملاءات جديدة على الإرادة الوطنية وان دارة ترامب تريد وضع العراق ضمن مسار الشرق الأوسط الجديد بكل عناوينه لغرض إعادة ترتيب المنطقة ويعكس غياب الثقة بين الحكومة العراقية والسفارة العراقية في واشنطن، التي يُفترض أن تضطلع بمهمة تعزيز التواصل وتقريب العلاقات بين الجانبين، بدلاً من الاعتماد على قنوات واتصالات جانبية ونها تعين مبعوث خاص .

ووفق رؤية ترامب تصبح السياسة الأميركية تجاه العراق – اقتصادية في جوهرها، وسياسية في أدواتها، واستثمارية في أهدافها , فهو لا يرى في العراق دولة يجب “حمايتها”، بل دولة يجب “تفعيلها اقتصادياً” بما يحقق مصالح امريكا , فهو يسعى لنقل العلاقة بين امريكا والعراق من العلاقة في الاطار الامني الى العلاقة بالاطار الاقتصادي من خلال رجال اعمال لا سياسين

وفي ضوء ذلك، تبدو تصريحات ترامب في قمة شرم الشيخ ليست مجرد نقد للعراق، بل خارطة طريق اقتصادية سياسية تعيد رسم موقع العراق في حسابات واشنطن، وتحوّله من ملف أمني متعب إلى مشروع استثماري واعد، ومن عبء جيوسياسي إلى كنز اقتصادي يبحث عمن يديره

اخيرا  نامل ان يكون  دور المبعوث يتجاوز الدبلوماسية السياسية التقليدية، ليصبح دبلوماسية اقتصادية واجتماعية تهدف إلى بناء علاقات بين الشعبين الأميركي والعراقي ، بعيداً عن القواعد العسكرية والحروب والنزاعات، نحو تحقيق سلم مدني مستدام.

 اكاديمي وكاتب عراقي مستقل

 

 


مشاهدات 59
الكاتب راجي العوادي
أضيف 2025/10/21 - 3:47 PM
آخر تحديث 2025/10/22 - 2:13 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 85 الشهر 14610 الكلي 12154465
الوقت الآن
الأربعاء 2025/10/22 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير