لا أحدَ غيري
رجاء الغانمي
دعوني أُقدّسُ الأماكنَ والتواريخ،
وتلك الندوبَ المرسومةَ على الحائطِ بيدِ طفلةٍ،
أو ربما بعطرِ امرأةٍ احتستها الريحُ قبلَ الولادة.
لعلّها كانت خُطى نبيٍّ،
أو بوابةً لملتقى العاشقين
بين سبّابةٍ وإبهام...
مَن يدري؟!
قد ينامُ اللاهثون،
وتضيعُ شواهدٌ على مرمىً منسدلٍ
تحت أكثرَ من شعور.
يا لَذاكَ الشعورِ المتدفّقِ نحوي،
أنا أفقدُ وعيي،
أحسبُ الليلَ كالنهار،
وأرتّبُ للقاءٍ
يشبه الأوراقَ قبلَ الخريفِ بثانية؛
خضراءَ قد شابَ لونُها
على تلك الضفاف،
بطاولةٍ وكأسٍ فارغةٍ إلا من الهواء.
يا تُرى، كيف سأُقدّمُ نفسي،
والنادلُ لا يجيدُ السكوت؟!
لا أحدَ غيري في المكان،
كأنّ التأريخَ يُكرّرُ نفسه
ويُعيدني معه...