دولة ذات مناطق منبعية
أنيل بورا إنان
بداية، أتقدم بأحر التعازي لعائلة بحر العلوم ومحبيها، وأسأل الله تعالى أن يتغمد الفقيد السيد محمد علي بحر العلوم بواسع رحمته، الذي وافته المنية في شهر آب الماضي.
أود أن أتقدم بالشكر الجزيل لرئيس معهد العلمين السيد إبراهيم بحر العلوم على دعوتي لحضور هذه الفعالية التي تمثل انطلاقا لأنشطة مركز الدراسات البيئة و التغيرات المناخية والمياه التابع لمعهد العلمين.
يعد التغير المناخي من أبرز التحديات التي تواجه منطقتنا.
للأسف، تتزايد الآثار السلبية للظروف البيئية الجديدة الناجمة عن هذا التحدي على الموارد المائية.
يعيش حوالي 4 مليارات شخص حول العالم في شح مائي، ومن المتوقع أن يزداد هذا العدد في السنوات القادمة.
للأسف، تُعد بلادنا من بين الدول الأكثر تضررا من الآثار السلبية للتغير المناخي على الموارد المائية.
نحن حاليا من بين الدول التي تعاني من جهد مائي. وبحلول عام 2030 سنواجه خطر أن نصبح دولة فقيرة مائيًا.
وبصفتنا دولة ذات مناطق نهرية منبعية ومصبية، فإننا نواجه هذه المشكلة بجميع أبعادها.
وفي هذا الصدد، عملنا لسنوات عديدة على الحد من آثار التغير المناخي، وخاصة من خلال تدابير مثل الاستخدام المستدام والفعال للموارد المائية، وزيادة الاستثمارات في البنية التحتية، وتوسيع الممارسات الزراعية الذكية.
شح المياه
اعزائي الحضور، كما هو الحال في بلدنا، يعاني العراق بشدة من آثار الجفاف وشح المياه.
وبصفتنا دولة تعاني من جميع جوانب هذه القضية، فإننا نؤمن بأن الاستخدام الرشيد والمثمر والعادل للموارد المائية يعد ضرورة قصوى.
كما أن الطبيعة متعددة الأبعاد والعابرة للحدود للتغير المناخي تجعل التعاون متعدد الأطراف أمرًا في بالغ الأهمية.
وانطلاقا من هذا المفهوم، نسعى جاهدين لتطوير تعاوننا مع العراق على جميع المستويات.
ونبذل قصارى جهدنا للتغلب على التحديات التي نواجهها.
ونعتقد أن زيادة كمية المياه التي اطلقناها للعراق خلال أشهر الصيف الحارة، والتي تتم في حدود إمكانياتنا وبتضحيات جسيمة، هي دليل ملموس على ذلك.
ومع ذلك، علينا التركيز على سياسات مائية مستدامة طويلة الأمد بدلا من الحلول قصيرة الأمد. وفي هذا الصدد، نولي أهمية خاصة لـ»الاتفاقية الإطارية للتعاون في مجال المياه»، التي وقعت خلال زيارة رئيس جمهوريتنا العام الماضي.
وفي إطار هذه الاتفاقية، نهدف إلى تبادل المعرفة من خلال اللجنة الدائمة المشتركة التي أنشأناها، بالإضافة إلى تنفيذ مشاريع مشتركة تهدف إلى إعادة تأهيل وتحديث البنية التحتية للمياه في العراق.
ونجري جميع هذه العمليات بنهج استراتيجي قائم على مبادئ المنفعة المتبادلة، والربح للجميع، وحسن الجوار.
مراكز ابحاث
وأخيرًا، عقدت مناقشات مثمرة حول هذا الموضوع خلال زيارة نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية فؤاد حسين، ووزير الموارد المائية عون دياب إلى أنقرة.
السادة الحضور،
يلعب المجتمع المدني ومراكز الفكر ومراكز الأبحاث دورًا هامًا في مكافحة التغير المناخي. وفي هذا الصدد، أرى أن إنشاء «مركز الدراسات البيئة والتغيرات المناخية والمياه» بقيادة معهد العلمين يأتي في الوقت المناسب جدا ومبادرة في غاية الاهمية.
ونامل أن يُسهم هذا المركز في تعاوننا في مجال المياه من خلال مشاريع مشتركة تُركز على تبادل المعرفة والمعلومات والخبرات مع الجهات المعنية في بلدنا.
تشكل مذكرة التفاهم الموقعة في شهر نيسان الماضي بين مركز البحوث الاستراتيجية التابع لوزارة خارجيتنا ومعهد العلمين بشأن التعاون أساسًا متينا في هذا الصدد.
وفي الختام، أود أن أتقدم بالشكر مجددًا لمعهد العلمين على دعوتي لحضور هذه الفعالية، وأمل أن يُقدم المركز المنشأ حديثاً مساهمات قيمة في مكافحتنا للتغير المناخي.
الكلمة التي ألقيت في المؤتمر العلمي الدولي الأول للتغيرات المناخية في بغداد
سفير الجمهورية التركية