كان ضرورياً

عبد الحكيم مصطفى

من المبكر القول ان منتخبنا الوطني لكرة القدم دخل عهداً فنياً جديداً بعد الفوز المعنوي على نشامى الاردن بهدف سجاد جاسم في اخر مباريات مرحلة التأهل المباشر الى  كاس العالم 2026  ، لكن يمكن القول بان منتخبنا غادر بعض سلبيات الماضي القريب الاليم ، مع ظهور ملامح تشكيل هوية جديدة  للمنتخب ليرتفع منسوب التطلع الى تصفيات الملحق في تشرين الاول المقبل الى حد كبير ، حيث يفترض ان يخوض منتخبنا مباريات ودية ذات قيمة فنية عالية قبل مباريات الجولة الحاسمة للفوز باحدى البطاقتين او الظفر بنصف بطاقة على اقل تقدير ، ليمنح نفسه المزيد من التماسك والفاعلية والقدرة على ابتكار الحلول ، ويزداد التشكيل الجديد انسجاماً ، وشغفاً بانجاز المطلوب في جولة الملحق وهو تصدر مجموعته .

ارنولد وعقب الفوز على الاردن قال لوكالة الانباء العراقية (واع) مبارك للاعبين، وأنا فخور جدًا بالفريق ، كان اسبوعاً مجنونًا، لكنه انتهى بشكل جيد ، وتابع  لم نشرك اربعة لاعبين لتفادي الإيقاف ، وسنركز على رفع الجاهزية البدنية قبل الملحق الاسيوي ، مشيرا الى انه  أجرى فقط 10 إلى 12 حصة تدريبية ، ومع ذلك قدم اللاعبون أداءً جيدًا، و اداء الفريق في تحسن مستمر ، ونّوه الى البطاقة الحمراء وقال انها  اثرت على المنتخب وحرمته من الفوز على كوريا الجنوبية .ولفت الى انه قال للاعبين فكروا في المستقبل، وما حدث في الماضي علينا عدم التفكير به .

تفاؤل ارنولد له ما يسّوغه حيث ان الوجوه الصاعدة حققت الحضور المتوقع وصنعت فارقا فنياً واضحاً يمكن ان يؤسس عليه المدرب الجديد ، اكثر من خيار تكتيكي ، بوجود المهارات ، والاستعداد البدني والخبرة المطلوبة والرغبة لدى كل اللاعبين ، في تحقيق حلم المشاركة في بطولة كاس العالم في العام المقبل .  البعض حاول التقليل من شأن فوز منتخبنا ، وزعم ان المنتخب الاردن خاض المباراة على سبيل اسقاط الفرض وحسب ، باعتباره ضمن التأهل الى نهائيات بطولة كاس العالم القادمة ، وتناسى حقيقة ان النقاط الثلاث كانت مهمة للاردن من جهة تحسين مركزه في تصنيف الاتحاد الدولي (فيفا) ، وعليه فان الوصول الى النقطة (15) كان ضرورياً لمنتخبنا الوطني ، لدخول جولة الملحق بمعنويات مرتفعة .. واكرر القول بان الطاقة الايجابية لمدرب منتخبنا ، ستساهم في التغلب على مشاكل عديدة كان يعاني منها المنتخب في عهد الممرن السابق للمنتخب ، على مستوى الاعداد النفسي ، ومنع الوجوه الواعدة من اللعب في الخط الاول ، وفقدان خط الوسط لفاعليته ، واللعب بخيارات تكتيكية محدودة اجهضت حلم التاهل المباشر للمونديال المقبل .  امامنا اكثر من ثلاثة اشهر لتجاوز السلبيات ، الفنية والادارية ، اذ من غير المنطقي ان لا يتأهل منتخبنا الى نهائيات بطولة كاس العالم 2026 وهو يمتلك كل مقومات الوصول الى قائمة افضل (48) منتخباً في العالم .