رحيل الدكتور محمد عمار الراوي
بغداد - ندى شوكت
نيويورك - مليح صالح شكر
نعت الأوساط الساسية العراقية أمس الدكتور محمد عمار الراوي عن عمر ناهز 99 عاماً. وكان الراحل قد ولد في مدينة راوة عام 1926 ودرس الدراسة الابتدائية فيها ثم المتوسطة والثانوية في ثانوية عنه وأكمل دراسته في دار المعلمين العالية وحصل على بكلوريوس علوم الحياة عام 1952، وعين مدرساً في ثانوية الرمادي.
وفي العام 1953 إلتحق ببعثة دراسية في الولايات المتحدة وحصل من جامعة مينسوتا على شهادة الماجستير عام 1956 ثم الدكتوراه عام 1958 وعاد الى بغداد ليصبح مدرساً في كلية العلوم بجامعة بغداد متخصصاً بعلوم الأحياء، وعلم الحشرات، وهو مؤسس فرع علم البيئة ثم حصل على لقب الأستاذ المتمرس عام 2008 وكان يحضر بالملابس العربية في عمله بالكلية، وتولى عام 1960 رئاسة جمعية العلوم والثقافة ، وهو أول رئيس للجامعة المستنصرية التي اسسها عام 1963 باسم كلية الشعب التي اصبحت المستنصرية في السنة التالية. منذ وقت مبكر من حياته انتمى الراوي الى حزب البعث وتتدرج في التنظيم حتى أصبح عضواً متقدماً يشارك في مؤتمرات الحزب القطرية وبعدها في المؤتمرات القومية.
عندما تولى البعث الحكم عام 1963 عين الراوي سفيراً في ديوان وزارة الخارجية ثم أصبح وزيراً للزراعة وعاد في 18 تشرين الثاني عام 1963 الى وظيفته استاذاً في كلية العلوم وبقي ناشطاً في التنظيم الحزبي وكان أحد كوادر لجنة تنظيم القطر وبعدها التنظيم اليساري للبعث وأصبح عضواً في القيادة القطرية لهذا التنظيم الموالي لقيادة نور الدين الاتاسي وصلاح جديد في سوريا.
وبعد إنقلاب حافظ الاسد في تشرين الثاني عام 1970 عرض الاسد عليه العمل أميناً عاماً مساعداً في القيادة القومية لكنه رفض وأصبح مطلوباً لاعتقاله وغادر في حزيران عام 1971 سوريا سراً عن طريق التنف وسلم نفسه للسلطات العراقية وعاد الى بغداد.
وسكن الأعظمية واستعاد وظيفته استاذاً في كلية العلوم حتى تقاعده واعتكافه نتيجة الشيخوخة ومرضه. ومنذ ذلك الوقت لم يغادر العراق سوى في سفرات محدودة للديار المقدسة او حضور مؤتمر علمي.
وللراوي، مؤلفات مطبوعة منها ترجمة أسس علم البيئة، والتلوث البيئي ، وكتاب علم الحيوان لطلبة السنة الأولى في كلية العلوم وغيرها.