أهل غزة .. ترحيل أثر ترحيل
خليل ابراهيم العبيدي
لو استعرض اي منا تفاصيل أي حرب شهدها التاريخ ،. بدءا من حرب بلاد ما بين النهرين التي دارت رحاها بين جنود سومر وعيلام قبل عام 2700 ، ق.م ، مرورا بحروب العبيد والاسياد ،. او حروب أوربا البينية بين الملوك والآمراء وصولا إلى الحروب العالمية في القرن العشرين ، نعم لو استعرض اي منا كل تلك الحروب ، لا يجد ، أو لن يجد ألبتة شعبا كأهل غزة تعرض لترحيل تلو اخر ، وثاني ترحيل بعد الأول ، ولم تجد الأسرة ألغزية استقرارا ولو ساعة واحدة يليق بالبشر أو لأسبوع واحد ، منذ انتفاضة الطوفان في أكتوبر عام 2023 ، والانسان أيا كان لا تستقيم حياته إلا بالاستقرار ، واليوم يصول الجيش الاسرائيلي ويجول في غزة بكامل وحداته وبكل صنوفه بعد استدعاء ما يقارب 360 الف من جنود الاحتياط تمهيدا لاحتلال كامل القطاع وتفسيم مساحته إلى مربعات عسكرية لاتدع للفلسطيني مكانا يجد نفسه فيه الا محشورا مع الاخرين ، ومتهيئا باستمرار لشد الرحيل من مكان إلى آخر ، وقد وصف احدهم الموقف ،، أن الترحيل بات كل ليلة ولم يك المواطن يفتح فراشه إلا وقام بأعادة لملمته بسبب اندار جديد ،
إن الانسانية لم تشهد تعذيبا ( بعد القتل الجماعي ) كذاك الذي يتعرض إليه المواطن في غزة وهو يوصل اليوم بالاخر والليل بالليل ، حاملا ما تبقى له من متاع ماشيا من مكان إلى آخر ، وصارت حياته ترحال بترحال ، وجيش اسرائيل يستمتع بسادية المجرمين بذاك الترحال المستديم ، اما نتنياهو فلا يجد متعة إلا بتعذيب شعب غزة العظيم .