كردستان تطرد الشياطين
نوزاد حسن
قبل ايام عاد اربعة من اصدقائي من سفرة سريعة قضوها في دهوك وسولاف ثم ختم اصدقائي سفرتهم في اربيل قبل عودتهم لحياتهم في بغداد.احدهم لم يستطع ان يتاخر عن لقائي فقصد غرفتي حيث اعمل,وحدثني عن سفرته .كان مبهورا بكل شيء:النظام,بساطة الحياة,روعة الاجواء,الهدوء الذي ينعش النفس,وقلة الصخب,وانضباط حركة السيارات في الشوارع,وغياب التكاتك,والستوتات,وعربات الخيل,وعربات الحمالين,وانتظام حركة الناس على الارصفة,وعدم المبالغة في الترويج للبضائع,والنظافة التي تصل الى حد الهوس,وارتياح الناس وهدوؤهم الذي لم يفهمه كل من يذهب الى الاقليم,والطيبة الزائدة للمواطن الكردي,وسهولة التعامل,والصدق,وجمال الطبيعة,والجو المدني,وغياب الدكات العشائرية,وانعدام المظاهر المسلحة,والرمي العشوائي,وعدم التجاوز على المساحات الفارغة واستغلالها للاعراض الشخصية.باختصار شديد طردت من الاقليم ثلاثة شياطين قذرة:شيطان الرشوة,وشيطان السرقة,وشيطان عدم الولاء.