قصة آدم.. الطفل وحكايات الوطن
غارسيا ناصح
آدم، طفل في الثامنة، كان يعيش في بلدة صغيرة على أطراف العاصمة. كان يحب المدرسة، لكن أكثر ما كان يحبه هو الجلوس عند سور البلدة القديم، يستمع لحكايات الجد عن الماضي وعن الأيام التي كانت فيها البلدة مليئة بالحياة والبهجة.
ذات يوم، بينما كان يتجول في الأزقة القديمة، لاحظ آدم لافتة مهملة تشير إلى كهف صغير على تلة قريبة من البلدة. شعر بفضول لا يقاوم: ماذا يمكن أن يخبئ هذا المكان؟ صعد التلة بحذر، وفوجئ بأن الكهف يحتوي على جدران مرسوم عليها صور قديمة للبلدة، وحكايات مكتوبة عن أهلها وأبطالها الذين دافعوا عن أرضهم. كانت كل صورة ورسالة كأنها نافذة على زمن مضى، تروي صمود الناس وحبهم للوطن. عاد آدم كل يوم إلى الكهف، يقرأ ويكتشف، ويكتب في دفتره كل ما تعلمه، مصممًا أن يروي هذه الحكايات للأطفال الآخرين. ومع مرور الوقت، أصبح معروفًا بين أهل البلدة بطفل الوطن الذي لا يمل من البحث عن تاريخ بلده وحمايته في قلبه وكتبه. ومن هذه المغامرة، تعلم آدم أن الوطن ليس فقط الأرض، بل الذكريات والحكايات والناس الذين يصنعون التاريخ ويحبون الحياة فيها.