تراجع المساعدات الإنسانية يفاقم الأزمة المعيشية في غزّة

العراق يدين التوسّع في الضفة ويحذّر من إنفجار إقليمي وشيك

بغداد - قصي منذر

أدان العراق بشدة القرارات الاسرائيلية الهادفة إلى فرض السيادة على الضفة الغربية والمستوطنات غير القانونية، في خطوة وصفها بأنها انتهاك للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن، فيما حذر من تداعياتها الخطيرة على أمن المنطقة واستقرارها. وقالت وزارة الخارجية في بيان تلقته (الزمان) أمس إن (العراق يعرب عن إدانته الشديدة لمصادقة كنيست الكيان الإسرائيلي على مشروعي قانونين يهدفان إلى فرض السيادة على الضفة الغربية المحتلة والمستوطنات غير القانونية)، مشيراً إلى إن (هذه الإجراءات التوسعية تُكرّس واقع الاحتلال وتقوّض فرص السلام، وتشكّل تحدياً سافراً لإرادة المجتمع الدولي)، وتابع البيان إن (العراق يجدد موقفه الثابت والداعم للقضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف)، داعياً المجتمع الدولي إلى (تحمل مسؤولياته القانونية والإنسانية لوقف سياسات العدوان والتوسع التي تنتهجها سلطات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني).  في السياق ذاته، أشاد رئيس مجلس النواب محمود المشهداني، خلال استقباله السفير الفلسطيني أحمد الرويضي، بمناسبة انتهاء مهام عمله في بغداد، ببطولات الشعب الفلسطيني وصموده الأسطوري في مواجهة الاحتلال. وقال بيان تلقته (الزمان) أمس إن (المشهداني أثنى على الجهود المخلصة التي بذلها السفير الرويضي لتعزيز التعاون بين الشعبين الشقيقين)، مؤكداً إن (العلاقات العراقية الفلسطينية متجذّرة في عمق التاريخ والوجدان العراقي)، وشدد المشهداني على إن (القضية الفلسطينية ستبقى قضية مركزية في ضمير الأمة)، وأضاف إن (انتصار فلسطين هو انتصار للحق والكرامة الإنسانية). من جانبه، اعرب السفير الرويضي عن (تقديره العالي لمواقف العراق المشرفة حكومةً وبرلماناً وشعباً، مشيداً بالدعم المتواصل الذي يجسّد عمق الأخوة ووحدة المصير بين البلدين).

في غضون ذلك، حذّرت منظمة الصحة العالمية، من استمرار التدهور الإنساني في قطاع غزة، برغم وقف إطلاق النار، مؤكدة إن كميات المساعدات التي تدخل القطاع لا تزال ضئيلة جداً ولا تفي بالاحتياجات الأساسية للسكان. وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبرييسوس في مؤتمر أمس إن (الوضع لا يزال كارثياً لأن الكميات التي تدخل غزة غير كافية، والجوع لا يتراجع، برغم اتفاق وقف إطلاق النار)، ولفت إلى إنه (ما بين 200 و300 شاحنة فقط تدخل يومياً، في حين ينص الاتفاق على دخول 600 شاحنة)،.

وأوضح غيبرييسوس إن (العديد من الشاحنات تحمل بضائع تجارية لا يستطيع أغلب السكان شراءها بسبب الفقر المدقع)، أشار إلى إن (المستشفيات في غزة شبه مشلولة، إذ لم يبقَ سوى 14 مستشفى من أصل 36 تعمل جزئياً، وسط نقص فادح في الأدوية والمستلزمات والملاكات)، مضيفاً إن (تكلفة إعادة بناء النظام الصحي في غزة لن تقل عن سبعة مليارات دولار)، داعياً إلى (تحرك دولي لإنقاذ الأرواح ومنع انهيار كامل للبنية الصحية في القطاع)، وتابع إن (أكثر من 170 ألف شخص أصيبوا في غزة، منهم أكثر من 5 آلاف من مبتوري الأطراف و3600 مصابين بحروق خطيرة)، مؤكداً إن (المنظمة سهلت إجلاء 41 مريضا و145 مرافقا لهم)، وجدد تحذيراته من إن (هناك 15 ألف مريض لا يزالون بحاجة إلى العلاج خارج غزة، من بينهم 4 آلاف طفل)، حاثاً الدول على (تكثيف جهودها لاستقبال سكان غزة المحتاجين إلى رعاية متخصصة، وعلى اسرائيل السماح بفتح جميع المعابر للسماح بعلاج المزيد من المرضى في مصر).  بدوره، قال مسؤول برنامج الطوارئ الصحية بمنظمة الصحة العالمية نبيل طبال نقلا عن أرقام من وزارة الصحة في قطاع غزة أمس إن (89 شخصا استشهدوا وأصيب نحو 317 آخرين منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ).