الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
قبل أن يستيقظ الماء

بواسطة azzaman

قبل أن يستيقظ الماء

شوقي كريم حسن

 

الى اللـه تحديداً أوليس دجلة منك واليك فلماذا تسمح لهم بقتله؟

في أول الضوء،

ينسلُّ الفجر من بين أصابع الليل

مثل خيطٍ من الزعفرانِ يتهجّى اسمهُ على صفحةِ النهر.

بغداد تحلمُ بملحها،

النوارسُ تعيد ترتيبَ الهواء لتكتب وصيّةَ الغيم

أنا لا أقول صباح الخير،

 أتنفّسها ..قطرةً.. قطرةً،

من بين مساماتِ الطينِ الذي نسيني ولم يكرهني…!!

ينمو اليومُ ببطءٍ،

كما تنمو زهرةٌ في شقِّ حجرٍ مبلولٍ بالذاكرة،…أو يتذكّر القلبُ أن لهُ جسدًا.

كلّ شيءٍ صغيرٍ في البداية،

 الفرح،،،، الأمل،

 الرغبة في أن نُصغي إلى العالم

بدلاً من أن نصرخ فيه.

في  البطءِ تكمنُ الحياة،

في  البطءِ  تتعلّمُ الروحُ كيف تمشي على الماء،،، تترك ظلّها

يرعى قليلاً على ضفّةٍ من ضوء.

ثمّة موسيقى لا يسمعها إلا من تأخّر عن العالم قليلًا،

من جلس على العشب المبلول

وأدار ظهره للضجيج،

أصغى إلى ارتجاف الشجرة حين تلمسها الريح.

هكذا أتعلم البقاء …ليس في انتصارٍ ما،،،

بل في خسارةٍ جميلةٍ تتفتحُ مثل زهر اللوز.

أغسل وجهي بما تبقّى من الليل،

أترك أفكاري تسبحُ …سمكٍ صغيرٍ

يختبر شفافية الماء.

يا لهذا النهر، يشبهُ ذاكرةً لا تشيخ،

تمحو ما تشاء وتبقي ما يليقُ بالنسيان.

في بطء اليوم،،،

تُعيد الشمسُ خياطةَ ظلّي بخيوطٍ من عافية،،،يعلّمني الضوءُ أن الهدوء شكلٌ آخر من الشجاعة،،،

 التنهيدة صلاةٌ ناقصة،

و الحياة لا تُؤخذ دفعةً واحدة،

إنما تُرتشفُ على مهلٍ،

مثل قهوةٍ في صباحٍ لم يكتمل بعد.

السماءُ تبتسمُ على طريقتها،

بغمزةِ سحابٍ،ونايٍ بعيدٍ

يجرّحُ الحنين كي يُنقذه من الصمت.

وأنا،

أمشي خفيفًا كأنّي حلمتُ بهذا من قبل،

 أعودُ من موتٍ مؤقّتٍ

إلى حياةٍ لم أتعوّد عليها بعد.

أعودُ إلى النهر،

ليس كما غادرته،بل أبطأ،

ألين،،،،،،،،،!!

في قلبي عشبٌ جديدٌ لم أعرف اسمه.

الماءُ يتكلّمُ بصوتٍ يشبه الغفران،

يدعوني أن أضعَ يدي على وجهه،

أن أرى نفسي دون ماضٍ،

كأنّي خُلِقتُ الآن من النظرةِ الأولى إلى الضوء.

كلُّ شيءٍ حولي يتنفّسني:الهواء، ،،،الشجر،،، صمتُ الجسر،،،

حتى الحصى الذي دهستهُ قدمي

يضيء لحظةً،

ثم ينساني برضا العارف.

ما عاد الفجرُ وعدًا،

صار كائنًا يمشي معي،

يُربّتُ على كتفي،،،يهمس:

لا تتعجّل الحياة،

 تأتيك إذا انتظرتها بصبرِ الماء.

أغلقُ عيني،

أسمعُ دجلةَ يتهجّى اسمي بهدوءٍ،

كأنه يكتبني

من جديد..!!

(لحظات جنون أمارسها وحدي بصمت…..شوقي كريم حسن)

 


مشاهدات 54
الكاتب شوقي كريم حسن
أضيف 2025/10/24 - 8:44 PM
آخر تحديث 2025/10/24 - 11:13 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 571 الشهر 16439 الكلي 12156294
الوقت الآن
الجمعة 2025/10/24 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير