يوميات أرمينيا

نضال الجزائري

إنتهيت مؤخراً من قراءة كتاب في أدب الرحلات، بعنوان «يوميات أرمينيا» تأليف د. أحمد عبد المجيد، متوقفة عند جملة تفيد أن «ماء سبيل ينتشر في شوارع أرمينيا» داعياً أمانة بغداد الى إقتداء بلدية يريفان؛ ما حثني على توصيف أولي من شأن المعنيين تطويره، آملة ألا تجلدني الأمانة وبلديات المحافظات بالكرت الأحمر «ما كو فلوس».

فإذا «ما كو فلوس الفاسدون منين يختلسون»؟ الجواب: أكو فلوس.. وسائبة لمن شاء أن يختلس، خارجاً عن حرمة الحديث النبوي الشريف «إذا إبتليتم فإستتروا» لا حاجة بهم للإستتار؛ لأن «من أمن العقاب ساء الأدب» و»إن لم تستح فإفعل ما شئت» ووراء كل فاسد إرادة أقوى من قوانين ودستور الدولة بما أنزلت!

عوداً الى مقترح الدكتور عبد المجيد، بإعتباري دكتوراه سياحة.. الماء والخضراء والوجه الحسن، أدواتي المعرفية والجمالية، أجد من الضرورة بمكان، العودة الى الخرائط التي رسمها البناة الأوائل كتخطيط أساس للعاصمة بغداد وبلديات المحافظات، من حيث المساحات الخضراء وتوزيع المحلات حسب تصنيفها التجاري.. المطاعم والكافيهات على شواطئ دجلة والفرات وفروعهما الممتدة.. ثانوياً.. بين المدن والقصبات، أما البيع والشراء والتجارة عموماً وكراجات تصليح السيارات وورش النجارة والحدادة وعلاوي المخضر ومجازر البقر والغنم والدجاج وسواها، فكل في مكان قصي عن الأنطقة السكنية.. المستشفيات ومرافق الحياة المدينية الأخرى، من دوائر حكومية ومؤسسات فخمة.. أهلية أو عامة، له موضعه بالتداول السياحي الذي نتوفر على إستندر عالمي، يؤشر أي معطى في مكانه المحسوب بدقة خدمية وجمالية.

إنطلقنا من ماء السبيل في شوارع يريفان الذي إرتشف منه مؤلف «يوميات أرمينيا» د. أحمد عبد المجيد، لنستعرض خلاصة سريعة عن طبوغرافيا العراق - سمات أرض المدن وعناصرها البشرية، وأنا بصدد تأليف كتاب طبوغرافي، لا يتوقف عند ما السبيل الذي يمكن نشره في مدن العراق سواء أكو أم ما كو فلوس؛ لأنه لن يكلف أكثر من ثمن تأسيس ليس باهظاً، ويمكن للجهات الحكومية الإستعانة بـ(محسنين) يقرضون العراق قرضة حسنة، تعيد للسياحة نبض حياة آفلة.