مكمن الخطر
غزوان فيصل الشامي
إذا لم يجد الشاب من يُنصت إليه وهو يتألم، بحث عن من يُحرّضه وهو يغضب…وهنا مكمن الخطر.الشباب لا يبحثون فقط عمّن يُرشدهم، بل عمّن يفهمهم… من ينزل إلى دواخلهم لا من يعلو عليهم.وإذا غاب من يحتضن أسئلتهم، ويصغي إلى تمردهم، ويُقدّر اضطراباتهم، جاؤوا بأجوبة من خارج البيت والمدرسة والمسجد… وربما من خارج القيم كلها.لقد علمتني الحياة أن الإنصات الصادق لا يُهدّئ الغضب فقط، بل يحوّله إلى طاقة بناء، وأن الحوار الصبور هو أبلغ من الخطب والمواعظ.إن الشاب حين يشعر أن صوته يُسمع، وأن ألمه مفهوم، يصبح مهيئاً للقبول، والعودة، والتوازن.فليكن فينا من يُحسن السماع قبل الكلام، ومن يفتح صدره قبل أن يرفع إصبعه بالنصح. فلعلّ أجيالنا لا تحتاج المزيد من التعليم بقدر ما تحتاج إلى من يُحسن الاستماع إليهم بصدق ورحمة.