أبو رغيف: العراق يمضي بإستعادة دوره الريادي إعلامياً
إنطلاق البرنامج الوطني للمهارات الرقمية
بغداد - ابتهال العربي - سعد محمد الكعبي
افتتحت مؤسسة بغداد للتواصل والإعلام الرقمي٬ اعمال البرنامج الوطني للمهارات الرقمية للشباب٬ برعاية رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني. وقال رئيس مؤسسة بغداد٬ صفد الشمري، في تصريح امس ان (البرنامج يمثل بداية حقيقية لإشاعة ثقافة الاستخدام الرشيد للإنترنت في البلاد، بفضل دعم المجلس الأعلى للشباب التابع لرئاسة الوزراء، الذي قارع المستحيل لإنجاح تجربة البرامج الوطنية الشبابية، بدعم رئيس الوزراء)٬ مبيناً انه (يعد أول وأكبر برنامج عراقي لتطوير المهارات الرقمية على الاطلاق، ويستهدف تنمية مهارات الف شاب وشابة عراقية، بالحقائب التدريبية الاحترافية المستمرة حتى نهاية العام الجاري)٬
حقوق ملكية
وأضاف الشمري انه (نحتفي بهذا المنجز الكبير اليوم٬ عقب الاحتفال بحصول المهرجان العراقي للمحتوى الرقمي خلال العام الماضي٬ بعد ثلاثة مواسم متتالية من النجاح، على الشرعية بتسجيل حقوق الملكية الفكرية للمهرجان، من قبل وزارة الثقافة، التي عدته عملاً ثقافياً رصيناً، كأول مهرجان رقمي في العراق يستوفي الشروط الأصولية، إلى جانب اعتماد مثيل، للوسام العراقي للمحتوى الرقمي، والذي منح لسبعمائة وخمسين شخصية عراقية رائدة في الإبداع)٬ بحسب تعبيره. وشاركت مؤسسة بغداد٬ في مشاورات اليونسكو ضمن مشروعها الدولي الجديد، تحت عنوان تواصل اجتماعي من اجل السلام في العراق، بمشاركة ممثلي منظمات المجتمع المدني. وتضمنت الجلسة ورشة عمل متخصصة، تحدث فيها مدير برامج المنظمة الدولية في العراق، ضياء صبحي، عن (تأسيس تحالف مدني للتواصل الاجتماعي والإعلام المجتمعي في العراق)، وركزت الورشة على (تعزيز دور المجتمع المدني في دعم حرية التعبير، ومواجهة التضليل الإعلامي، والتصدي لخطاب الكراهية، عن طريق وضع أسس واضحة لإنشاء تحالف مدني، يعمل وفق معايير الحوكمة الرقمية الدولية، ضمن مبادرة تهدف إلى إرساء نهج مستدام يعزز النزاهة الإعلامية في الفضاء الرقمي العراقي)، وشهدت الورشة مناقشات معمّقة حول (أهمية التحالفات المدنية في المشهد الإعلامي الرقمي، كما تضمنت مقارنات مع النماذج الدولية الناجحة في تنظيم المحتوى والتصدي للمعلومات المضللة، كما تناولت الجلسات آليات الحوكمة الرقمية لضمان إدارة فعالة ومستدامة للتحالف، فضلاً عن تسليط الضوء على سياسات تعديل المحتوى في المنصات الرقمية العالمية، وتأثيرها على الاجتماعي في العراق)، واشارت الجلسة الحوارية الى (مناقشة سبل التعاون بين المجتمع المدني والقطاع الأكاديمي لتطوير برامج تدريبية تسهم في تعزيز الوعي الرقمي). وبدأت أعمال مشروع محتوى بغداد، ضمن برنامج المؤسسة الوطني لتنمية المهارات الرقمية 2025، بإشراف المجلس الأعلى للشباب.
وقال الشمري، في تصريح تابعته (الزمان) امس ان (البرنامج الذي يعد الأول من نوعه في العراق، يستهدف طلبة المدارس والجامعات، فضلاً عن المعينين الجدد في عدد من دوائر الدولة والقطاعات غير الحكومية)، بحسب تعبيره، مبيناً ان (البرنامج الوطني للمهارات الرقمية للشباب محتوى بغداد، يعمل خلال عام كامل، على تنمية مهارات الشباب، بما يدفع نحو تمكينهم من الاستخدام الرقمي الرشيد، وصناعة محتويات رقمية وطنية رصينة، تسهم في مجالات التنمية، ومواجهة المحتويات المزيفة)، واوضح الشمري انه (عبر البرنامج تتم معالجة القيم الوطنية والأخلاقية، تعزيز القدرات على حماية انفسهم من الاختراقات الإلكترونية، وحماية حساباتهم الشخصية، وتعزيز توعية الشباب قانونياً ولغوياً ومجتمعياً، كما يوفر لهم المهارات الأولية في مجالات تصميم المواقع الإلكترونية، وغيرها من المجالات المتعلقة بالاستخدام الرقمي). من جهته وصف رئيس هيئة الإعلام والاتصالات، نوفل أبو رغيف، مؤسسة بغداد، بالشريك المدني الفاعل للهيئة في التحوّل الرقمي. وقال خلال الشمري، ان (منظمات المجتمع المدني تؤدي دوراً محورياً في التحوّل الالكتروني بالمجتمعات، لاسيما في البلدان التي تمر بمراحل انتقالية، او تواجه تحديات البنية التحتية الرقمية)٬ وعبر ابو رغيف عن (ارتياحه للتطوّر اللافت والحراك الفاعل لمؤسسة بغداد في المشهد الرقمي العراقي)٬ ويأمل بأن (تسهم في توصيل اصوات المواطنين حول احتياجاتهم الرقمية، من الخدمات الإلكترونية، والشمول والحماية الرقمية، ومناصرة السياسات الرقمية، بمشاركة الضغط باتجاه تشريع القوانين الداعمة للتحوّل الرقمي).
شخصيات حكومية
على صعيد متصل٬ اكد ابو رغيف٬ ان احتضان العراق لمؤتمر الاعلام العربي٬ يعد خطوة إضافية في طريق استعادة دوره الريادي٬ وذلك خلال مشاركته بأعمال النسخة الرابعة من المؤتمر الذي استضافته العاصمة للمرة الأولى٬ بحضور شخصيات حكومية وإعلامية٬ وخبراء وباحثين من الدول العربية. وأوضح أبو رغيف ان (الهيئة حريصة على المشاركة في هذا المحفل العربي الهام انطلاقاً من دورها المحوري في تنظيم قطاع الإعلام والاتصالات٬ وسعياً لترسيخ موقع العراق في خارطة الإعلام العربي، بوصفه طرفاً فاعلاً في ترسيخ المهنية وتكريس خطاب التوازن والانفتاح)٬ مؤكداً ان (احتضان بغداد لهذا المؤتمر بعد انقطاع، يمثّل خطوة إضافية في استعادة العراق دوره الريادي بالمشهد الإعلامي الإقليمي، ويتيح فرصة حقيقية لتكامل الجهود والتعاون المشترك بين المؤسسات الإعلامية)٬ وفقاً لما ذكر٬ ولفت الى (اهمية مواصلة دعم المسارات التنظيمية والمهنية، وتجديد الالتزام ببناء بيئة إعلامية متقدمة، تواكب متغيرات العصر، وتُسهم في ترسيخ خطاب الدولة ومواجهة تحديات الإعلام الحديث).