الجزائرية نضال كفاح لـ(الزمان): الأزرق بوابتي نحو الإلهام
بابل - كاظم بهية
قالت الفنانة الجزائرية نضال كفاح قدري في حديثها لـ”الزمان”، إن الفن التشكيلي ولد معها كغريزة فطرية، أو ربما كجينات وراثية دخلت في تركيبتها النفسية، موضحة: “ولدت لأب وأم فنانين يعشقان الإبداع في شتى المجالات. يمكنني القول إنني فطمت من حليب والدتي واستمررت في رضاعة الفن يوما بيوم منذ نعومة أظافري وحتى اليوم، رغم أن توجهاتي الأكاديمية كانت بعيدة تماما عن مجال الفنون”. وأضافت: “تخرجت لاحقًا حاملة ليسانس قانون علاقات اقتصادية دولية، إلى جانب دبلوم مدرب مونتيسوري في تدريب وتعليم الأطفال، ودبلوم ممارس في البرمجة اللغوية العصبية، وأيضا معالجة نفسية للأطفال عن طريق تحليل اللون”.
وعن الفنان التشكيلي الذي أسر قلبها منذ البداية، قالت نضال: “عشقت الفنان الأول الذي عرفته عن قرب، وهو والدي، الفنان التشكيلي إلياس قدري، عميد الفنانين سابقا.
كما أحببت أعمال الفنان الفرنسي إتيان دينيه وفان غوخ”. وحول المدرسة الفنية التي تنتمي إليها، أوضحت: “أغلب رسوماتي تصنف ضمن المدرسة التجريدية التعبيرية، وذلك لعشقي الكبير للألوان والأحاسيس النابضة بالحياة.
كما أن العديد من النقاد وصفوا بعض أعمالي بكونها تميل إلى اللمسة الوحشية”.
وأشارت كفاح إلى علاقتها بالألوان قائلة: “أعشق زرقة البحر والسماء، لذلك أحب اللون الأزرق بشدة وأشعر براحة غامرة أثناء استخدامه. ومع مرور السنوات وزيادة الارتباط الروحي باللوحة، أصبحت الألوان جزءًا مني، لا تنفصل عني. ولكل لوحة لمستها ولونها الخاص، حسب الحالة الروحية والمزاجية التي أكون عليها أثناء الإبداع”. وعن هواجسها الفنية، أكدت نضال كفاح: “الفن بالنسبة لي حالة فطرية وروحية، أسعى من خلالها إلى إيصال بصمتي إلى عشاق الألوان. أرسم ما يخالجني بطريقتي الخاصة، معتمدة وسيلة تعبير تجريدية عميقة تنبض من القلب وتحاكي الوجدان”. أما عن طموحاتها، فقالت: “لم تتحقق كل طموحاتي بعد. حلمي الأساسي كان زرع بذرة فنية من البداية، ثم مراقبتها وهي تنمو يوما بعد آخر، مع الحرص على العناية بها حتى تمتد جذورها في الأرض بقوة، فلا تهزها الرياح ولا تغريها نسائم الظروف”.
وختمت نضال حديثها بالقول: “لكي نصنع جيلا يعشق الفن ويخلص له، علينا أن نمنحه المشعل ونثق بقدراته، فالفن مشروع طويل النفس، يحتاج سنوات كي تكبر فيه النبتة وتصبح شجرة قوية وارفة الظلال”.