حوار مع الشاعرة الفلسطينية الأصل الاردنية الجنسية وحديث عن الشعر
نجم الجابري
في حوار مع الشاعرة الفلسطينية الأصل الاردنية الجنسية وحديث عن الشعر والنقد العربي ووجع القصيده تمتلك الشاعرة الشابة رؤية حقيقية لكيفية بناء النص الشعري وتؤمن بان النقد العربي وصل الى مراحل متقدمة مجاراة مع النقد العالمي وتعترف ان للقصيدة وجع المخاض قبل وبعد ولادتها
هذا الجيل من الشاعرات يكتبن قصائدهم النثرية دون قيد التفعيلة في الشعر العمودي والحر وبعيدا عن وجع وقيد القافيه رند الخطيب مواليد 1992 متزوجة وتسكن تركيا حاليا حاورتها عن بعد وكان هذااللقاء
س
من أنت ؟
انا قطرة ماء تسللت من بين شقوق صخرية ..تبحث عن أرض تبتلعها
انا اسم بلا شهادة ميلاد ..ومكان بلا عنوان
س٢
يقال ان الشعر يمر بين طرق متضادة منتصرا للحرية والجمالوالحب وحتى الانسانية ..
إلى أي مدى يقودنا هذا إلى سفر شيق للخصوبة بوصفه شهادة ؟؟
الشعر يعاند بعضه بعضا ويناقض بعضه بعضا ..أتدري لماذا!!!
لان القصائد لا تولد من نفس البطن ... هي قد تولد سفاجا
ولأنها ليست ابنة فصل واحد .... وكل الفصول تخصبها....
وهذا التنوع وتلك المفارقات تكسو الشعر متعة وغرابة تغطي جسد الابداع ...
س٣
الشاعر احيانا تحكمه الشساعة في طرح الابداع وتقديم الجمالالمتخيل مستنفريا ذكريات الطفولة ومستحضرها أين أنت من هذاكله ؟؟؟
سواء بالتلميح او بالافصاح لا بد وان ترخي الطفولة ظلالها علىالقصيد ...فهي عضو مهم في جسم الذكريات ..لذا هي لبنة متينةفي بناء القصيدة ...ولا بد أن تحفر بصماتها في قلب القصيدة اوتجادل القوافي....
س٤
قرات قصائدك كلها فوجدت الحنين والفرح الطفل لماذا كل هذا الحزنالسومري يستوطن يقينك؟؟
انا ابنة القدس الذببحة
.. وعشيرتي الامة العربية ..فكيف للقصيدة ان تتشقق عن بسمة وكلالمعاني تنزف الما لحالنا ...
كيف تختلس القصيدة بسمة وهي تحاكي عالم يعج بالخذلان..واحلامنا لطيمة وقلوبنا مكلومة منذ نعومة قلوبنا !!!
ناهيك عن ان القصيدة المؤثرة ابنة الحزن الشرعية ...فالفرح علقةسريعة الإجهاض....
س٥
اريد ان ألامس المناطق الخفية للشاعر بسؤال عن فحوى القصيدةومنطق الكتابة ومتى يعدان ابداعا في يقين المتلقي ..؟؟؟
قد تحتاج القصيدة لحالة فوضى حتى تترتب حروفها على رفالابداع
وربما تحتاج لجرح كي تتفتق المعاني ...
وحين تلامس القصبدة شعور القاريء او تحاكي شيء ما فيه فإنه يشك في نفسه ويخشى ان تكون القصيدة استرقت السمع ..اوتلصصت على دواخله فكتبته...
حينها يجبر القاريء على الاعتراف بالابداع والبوح بالمتعة....
س٦
يقال ان مصافحة الشاعر الأولى للقصيدة شرسة تنهش فيه تحملهإلى أرض جديدة وبعيدة انت كيف تواجهي هذا الطقس المتغير..؟؟
انا اعشق هذا الطقس...لان احب معاركي مع الكتابة.. واعشقالهزيمة...
لان احبذ ان تكتبني القصيدة بصدق ...
ان تصورني المعاني بوضوح ...لأن بعض لقطات الروح او القلب لاتتكرر...
س٧
يفتح الشعر ابوابا للشاعر حينما تبدأ لحظة مخاض القصيدة ايالابواب أقرب اليك الام ..الحبيب..الشهيد ؟؟؟
بصراحة أقف على مسافة متساوية من ثلاثتها..
أتدري لماذا ..!!!
لانه جميعا وطن ...
س ٨
القصيدة تستضيف الشاعر ام هو يستوطن لحظاتها كي تقبلالمكوث في ثناياه ؟؟؟
انا برأيي كلاهما يتصارعان ...فلولا القصبدة التي تحك جلد الرغبة لتسيل القصيدة على السطور ..ولولا احساس الشاعر وهيجان موهبته في رسم ملامح الحدث على هيئة قصيدة ..لما انبجست قصائدنا ولما كتب لها النشور ...
هي لا تصنعني هي فقط تكتبني وترسمني وانا اخالجها لتتقن التصوير ...
س٩ ...
ما هو الشعر الفنتازي وهل جربتيه كتابة فهو يحمل فكرة ما فالشعرلا يولد من عبث او فراغ ام انه يحيي في اللاشيء او يكون له؟؟؟
الشعر الفنتازي هو لا واقعي ولا منطقي ...
لكنه يدس راسه في قصائدنا من حيث لا ندري ...فحين نحلق فيالخيال بدون اجنحة فنحن فنتازيون ...وحين نبني اهرامات منخيوط العنكبوت فنحن فنتازيون
وحين نسرح عنان الاحلام لتصل لصحراء تتوه فيها هناك فنحنفنتازيون...
ولا انكر ان هذا يكسو القصيدة جمال ويسلب وقت القاريء ولبه للتحليق قبل السقوط..
وطبعا القصائد التي تولد من رحم فكرة واقعية...
عمرها أطول وشباب معانيها يدوم ..
س١٠
متى يكون الشعر نافذة يطل منها على عالمه السري وهل هي عالمفي جغرافيا الوجود ام هي قرار للذات قبل وبعد الولادة ؟؟
اؤمن بان الشعر هو عنوانينا مهما حاولنا التستر خلف الغموض ...
ووراء التلميح ...
الشعر خارطتنا عليها قصائدنا فيها كل تضاريسنا ففي لحظة غفلة ننزلق ونفصح عن عناويننا ...
ولا تخلو تلك التضاريس من بعض الخطوط الوهمية .......
س١١
هل وقعت يوما في مأزق النص فهناك من يعتقد ان الشعر أصعبمن قلع الضرس كما قال الفرزدق بمعنى ان تجد نفسك في منتصفالوقت بين الفكرة والم ولادة النص ام لا ؟؟؟
لا بد من ان تعتربنا تلك الحال احيانا...
لا لقصور في التعبير ..
لا بل لخوف من تجاوز حدود حرمات القلوب ..
وأحيانا تفر مني الكلمات وتمشي على الورق باسهاب ..احاول كبحجماحها لكنها لا تطاوعني ...إلى أن تستقر على السطور بكلاسترخاء
س١١
في أغلب نصوصك هناك نصوص مليئة بالتفاصيل في جغرافياالمتن الشعري المعاصر عل هي الحداثة ام ماذا ؟؟؟
ليست قضية حداثة فحسب ...
احيانا المرء يجد نفسه قد تأثر بأديب ما او شاعر ما من حيث لايدري ..فيقول لك البعض انت تشبه ..
منذ صغري اقرأ لاحلام مستغانمي وجبران ودرويش واحمدمطر...والسياب ..فربما تأثرت بهم من حيث لا ادري ..خاصة احلام
اعشق كتاباتها واسلوبها ..
س١٢
النقد العربي امتداد للنقد العالمي تعتقد أن لدينا نقدا عربيا ومدرسةنقدية واضحة وكيف تقيم الأداء النقد الأردني...؟؟؟
من الإجحاف ان نتنكر للنقد العربي ... وان كان في ظل العولمة قدفقد بعضا من مكانته
الا انه لا شك موجود ...
ولكن انا برأيي بعد مدرسة عباس محمود العقاد النقدية ...ضعفهيكل النقد ...
فقد كان اديبا وناقدا جريئا مهذبا....
بالنسبة للاردن عندنا بيوت للثقافة ودور للنقد ..لكن ينقصها الرعاية...
وتحتاج لمساحة اكبر من الحرية ..
س١٣
هل أثرت عليك المسؤولية الزوجية في نشاطك الابداعي ؟؟؟
بصراحة لا شك
ليست المسؤوليات بالمعنى الحرفي ..ولكن الرجل بطبعه غيور...وعندالبعض وتيرة تلك الغيرة عالية ..
فتجنبا لاستشاطة هذا الشي اقنن هذا النشاط..
س١٤
الرجل في شعر وحياة رند الخطيب أين يكون .؟؟؟
في شعري الرجل هو أمير القصيدة وقد يكون فارسها وربما جرحها
س١٥
احيانا يكون السؤال مكيدة لكن أجد اجاباتك مكائد كيف تقرأين بحدس الشاعرة محاورك في مكمن السؤال؟؟؟
لا بد ونحن في غمار المحاورة ان تتململ فينا مشاعرنا ويهتز وجداننا لحد انه يمسك بقلبي ليملي علي ما اكتب ...
لا اخطط للرد ..ردودي تلقائية ...فهذا انا
س ١٦
اريد منك ان تعطيني نص شعري كتبت فيه العشق..؟؟؟
هذه القصيدة لها في الروح بصمة
لأنني كتبتها وانا في اوج حزني ..حيث استغفلني أحدهم
لن اهرب من النافذة
انا لست لصة ....
ولن البس في
قفازات.....
لا اخشى البصمات
فقدت اصابعي
وانا اكنس
روحي... من ندف ثلج
الوحدة
وانا ارتب الاماني
على رفوف السراب
دققت مسمارا
في ذاكرتي..
لاعلق عليه آخر
صوري معي
ضربت
المسمار بمطرقة الصمت
فانكسرت جمجمتي..
وظلت اصابعي
معلقة
في راسي...
انا لست لصة..
لم اسرق حلم احد
لم اعتدي على
حرمات الضمير
انا مسجونة
وكل الجرائم حدثت
وانا في سجن عزلتي
لا اصابع لي
لاتحسس وجعي
اسألوا عني
جمجمتي...
أسقطوا عني
كل التهم....
ودعوني في
زنزانة وحدتي...