آفات تخترق المجتمع.. الغزو يا بنات
نضال الجزائري
تتبادل القبائل العربية الغزو.. قبل الإسلام.. للإستيلاء على الماء والطعام وأسر البنات لـ... ما يجعلهم في قلق دائم، نظموه متعايشين مع الحقائق بما أنزلت، ما دامت الحال على هذا المنوال. تنص المدونات على تقبلهم البنت العائدة من الأسر، بعد أن إغتصبت وأهينت أنوثتها إنسانياً، تحت شهوات قبيلة مسعورة شبقاً.. وتلك حال برغم ندرتها في المصادر إلا أنها موجودة.. ينظرون للعائدة على أنها مظلومة.. لا تلام، بل يلومون فرسان ورجال القبيلة التي لم تحمِ بناتها.. وهذا عين العقل. تُوَقَر ويعتذر منها الجميع، وإذا عادت بطفل يتبنونه، ويصبح جزءاً من أفراد القبيلة، كامل الإنتماء.. غير مثلوم النسب؛ إحتراماً لأمه.. بنتهم المهضومة. فلنطبق مجريات ذاك الزمان على هذا.. الحاضر الذي نعيشه.
***
كم أردنا ذاك الزمان بمدحٍ.. فشُغلنا بذمِّ هذا الزمان.. فكأني ما قلتُ والبدر طفلٌ.. وشباب الظَّلماء في عُنفوان / أبو العلاء المعري.
***
تغزو همجية الحضارة المعاصرة، بنية المجتمع؛ فتدمر أجمل ما فيها من التقاليد الأصيلة المحترمة، والسلوكيات القويمة، وتطرح بدائل منهارة قبل أن تتهافت!
والأضعف على جبهة التصدي لمقاتلة الأفكار المنفلتة، هم البنات في مجتمعنا؛ لذلك على المجتمع أن يعتذر للفاشنستات والبلوكرات والفلوكرات وربات المحتوى الهابط؛ لغياب فرسان التربية عن نشر القيم المثلى، بينما الساحة خالية لدعاة تحرر هو في حقيقته إنفلات. البنت أوهى من تمييز الصالح من الطالح، إن لم تتوفر أم أصيلة ومعلمة تربوية وأب (يسيطر) على إحتياجات بنته؛ كي لا يذهب هواها الى إغراءات الجي كلاس والتاهو والأمراض الإنتقالية التي تغري بها البنت صاحباتها فيتعاونَّ على الإنحطاط من أوج حرمة الأنوثة الرفيعة الى درك حضيض التهافت على المظاهر بأي ثمن، حتى لو عادت من غزوة القبائل المجاورة، ثيباً أو ذات طفل.