الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الذكاء الاصطناعي بين الأمل والمخاوف

بواسطة azzaman

الذكاء الاصطناعي بين الأمل والمخاوف

نوري جاسم

 

يشهد العالم في السنوات الأخيرة ثورة رقمية غير مسبوقة، تتصدرها تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI) التي أصبحت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، من الهواتف الذكية إلى الطب والتعليم والصناعة. غير أن هذا التقدم المذهل يطرح أسئلة جوهرية حول مستقبل الإنسان في ظل هذه الطفرة التكنولوجية المتسارعة.

لقد أثبت الذكاء الاصطناعي قدرته على أداء مهام كانت حكرًا على الإنسان، بل وتفوق في بعض المجالات مثل تحليل البيانات والتنبؤات الطبية والتصميم الهندسي. هذه القدرات فتحت آفاقًا واسعة لتطوير المجتمعات وتحسين جودة الحياة، لكنها في الوقت نفسه أثارت مخاوف مشروعة من فقدان ملايين الوظائف، وتزايد الفجوة بين الدول المتقدمة والنامية.

السؤال المحوري الذي يواجهنا اليوم هو الذكاء الاصطناعي سيواصل التطور — وهذا أمر حتمي — فكيف يمكن توجيهه لخدمة الإنسان دون أن يتحول إلى تهديد؟ الجواب يبدأ من وضع أطر أخلاقية وتشريعية واضحة تحكم استخدام هذه التقنيات، تضمن الشفافية وتحمي الخصوصية وتحدّ من إساءة الاستخدام، سواء في المجالات الاقتصادية أو السياسية أو الأمنية.

كما أن على الدول العربية أن تلحق بركب التطور، لا مستهلكة فقط، بل صانعة للمعرفة والابتكار. فاستثمار الطاقات الشبابية والتعليم في مجالات البرمجة والذكاء الاصطناعي لم يعد ترفًا، بل ضرورة لضمان موقع فاعل في عالم تتغير ملامحه كل يوم، وفي النهاية، يظل الذكاء الاصطناعي أداة في يد الإنسان، قادرة على بناء مستقبل مشرق أو مظلم، بحسب الطريقة التي نختار بها استخدامه. فالمستقبل لن يُكتب بالآلات، بل بالعقول التي تعرف كيف توجّهها. وصلى الله على سيدنا محمد الوصف والوحي والرسالة والحكمة وعلى آله وصحبه وسلم تسليما ..

 

 

 

 


مشاهدات 66
الكاتب نوري جاسم
أضيف 2025/10/27 - 3:34 PM
آخر تحديث 2025/10/28 - 2:00 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 77 الشهر 18721 الكلي 12158576
الوقت الآن
الثلاثاء 2025/10/28 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير