الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
ضيق و ضياع

بواسطة azzaman

ضيق و ضياع

 حيدر عبد الرحمن الربيعي
 

أتوقُ إلى التَّحررِ من كلِّ قَيد
الأشياءُ تَضيقُ عليّ
حتى يَختنقَ نَفَسي في ضِيقِها

كأنَّ الجُدرانَ تَقتربُ
تُحاصرني كوحشٍ صامت
تسحبُ مِنّي فُسحاتِ الضياء

لا فرقَ أن أكتبَ لها أو له
الحُروفُ بلا جِنس
هيَ نَفَسُ الرُّوح حين يَصرُخُ
هي صَوتُ الغياب حين يَحتجّ على الغياب

ثِقلٌ عظيمٌ يربُضُ على قلبي
جَبلٌ يَنغرسُ في داخلي
يُعيقُ خطواتي
ويُبطِّئُ رَحيلَ الزَّمن في عروقي

أَشعُرُ أنَّ كلَّ لحظةٍ تَلتَهِمُ أُختَها
زمنٌ يَنهَشني ببطء
ساعاتٌ تَتساقطُ كحجارةٍ صَمّاء
على رأسٍ مُثقَلٍ بالكوابيس

أُرتبُ ما حولي بمللٍ وتكلّف
أُعيدُ تشكيلَ الفوضى
كأنِّي أُزيّنُ سِجني
أُعلّقُ ورودًا ذابلة على أبوابه
وأنتظرُ عبثًا أن يَفوحَ عِطرها

لكنَّ ما يُكبِّلني ليس الحيطان وحدَها
إنَّه صَوتي المَكسور
أسئلتي التي لا جواب لها
والموروثاتُ التي غلّلت جناحي
بقيودٍ من وَهم

أُصغي إلى هُتافٍ خفيٍّ يأتيني من داخلي
كلُّ ضيقٍ زائل
كلُّ قَيدٍ إلى انكسار
وما من بابٍ إلا ويُفتَح
حين يَشتدُّ الاحتباس

أُغمِضُ عينيّ
أرى فسحةَ حُريّةٍ قادمة
نافذةً صغيرة تُطلّ على السكينة
وتُعيدُ إلى قلبي هُويَّته المفقودة

أكتُبُ لأَتنفّس
أكتُبُ لأُبقي الأمل حيًّا
فالكلمةُ وحدها
تَعرفُ كيف تَكسِرُ الأقفال
وتَفتح أبوابَ الغياب


مشاهدات 74
الكاتب  حيدر عبد الرحمن الربيعي
أضيف 2025/10/25 - 5:59 PM
آخر تحديث 2025/10/26 - 2:38 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 87 الشهر 17228 الكلي 12157083
الوقت الآن
الأحد 2025/10/26 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير