الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
قراءة بين المعلن والمخفي

بواسطة azzaman

قراءة بين المعلن والمخفي

جاسم مراد

 

كل المنطقة العربية تقريباً ، فيها قواعد عسكرية أمريكية أو غربية ، وكل المنطقة العربية على الاطلاق ليست محمية من أي عدوان إسرائيلي بحجة أو بدون حجة ، وهنا السؤال لماذا هذه القواعد ، ما يشاع بالمعلن ، بأن الساحة العربية على مختلف دولها معرضة للعدوان الإيراني ، أو من حلفاء ايران ، وبالتالي يصبح من الضرورة وجود تلك القوات أو القواعد ، هذا في المخفي المعلن ، ولكن في المكشوف لم نشاهد أو نلحظ بأن ايران استهدفت بلداً عربياً أو حاولت اسقاط بلد عربي أو ساندت جماعة لاسقاط هذا أو ذاك البلد العربي ، اللهم إلا مسألة واحدة ، وهي إن ايران ساعدت وساهمت ودعمت كل القوى المناضلة من اجل فلسطين بغض النظر عن هوياتها وافكارها وايديولوجياتها ومذاهبها ، وتحملت من اجل ذلك مالا تتحمله دولاً وليست دولة .

إذن هذه الحجة لا قيمة لها من الناحية الفعلية ، أما الدول التي لها قواعد وعلاقات مع الولايات المتحدة الامريكية وأوروبا كثيرا ما تتعرض لضغوط سياسية ونفسية وعسكرية ومالية ، بل تصل في بعض الأحيان تلك الضغوط الى سياسة الفرض الاجباري ، وعلى وفق ذلك من المفيد التأكيد والتذكير بأن الهجوم الحربي الإسرائيلي على دولة قطر ، وهي الدولة التي تستقبل باستمرار الوفود الإسرائيلية والمصرية والأمريكية والفلسطينية على مدار السنتين لوقف الحرب الإسرائيلية على غزة ، والتوصل لاتفاق سلام ينهي الحرب ويطلق سراح الاسرى الإسرائيليين ، وكان اخر محطة لتلك الوفود دراسة مقترح الرئيس الأمريكي ترمب ، وفي هذه الاثناء اغارت ( 15) طائرة حربية إسرائيلية وضربت الدوحة عاصمة قطر ، والادهى من ذلك ، فأنها تخطت قاعدة العديد الامريكية في قطر وهي من اهم واكبر القواعد العسكرية في المنطقة والقواعد الغربية العسكرية في البحر وعلى الأراضي ، وكل هذه القواعد تمتلك ارقى واهم التكنلوجيا العسكرية العالمية ، وبالطبع انها تعرف هوية الطائرات المعادية قبل انطلاقها واثناءه وقبيل تنفيذ العدوان على دولة قطر ، فلماذا لم تتخذ موقف الحماية للدولة الصديقة المضيفة ، ولماذا لم يتم اخبار قطر بهذا العدوان قبل وقوعه ، لتتجنب تبعات خسائره ، ثم ماهي قيمة الوجود العسكري الأمريكي في هذه الدول العربية ، إن لم تّفعل دور ومهمات الصداقة ، إذا كانت صديقة فعلياً .

لقد تبين بما لا يدع مجالا للشك ، بأن الدول التي تعتمد على غيرها في الحماية ، اثبتت الوقائع لا قيمة فعلية لتلك الحماية ، وان الحديث على إن الصداقة طويلة الأمد أو القصيرة ، لا قيمة لها ابداً أمام اهداف ومصالح واستراتيجيات إسرائيل في فلسطين أو المنطقة العربية ، وما حدث في دولة قطر يعكس هذه الحقيقة .

إن عالم اليوم بما ينطوي عليه من تكتلات وتحالفات ونزول دول وصعود أخرى ، اثبت بان الدولة التي لا تعتمد على طاقات شعبها وقواتها الفعلية وخططها العملياتية في مختلف الميادين ، لا يمكن إن أحداً من دول الغربة تحميها ، قد يكون التنسيق في المجالات التنمية وحداثة الصناعات والعلوم مفيدة في الصداقات ، لكن على مستوى الامن الوطني والقومي فالأمر متروك للدولة ذاتها دون غيرها ، وعليها أن تنوع أسلحتها وتستثمر كل مفاعل التكنلوجيا العسكرية الحديثة تدريبا وممارسة ، لمواجهة المخاطر القادمة ، مثل التي حصلت لدولة قطر .

وهنا يبرز السؤال التالي ، من اين بدأ العدوان ومن الذي قام بالتغطية له ،  فالتهديدات وممارسة العدوان جرت من إسرائيل حليفة أمريكا وأوروبا وليست من دولة شرق أوسطية ، وبالتالي فأن لا قيمة لتلك القواعد في حماية الدول ، لو كان لها قيمة لحمت قطر او على أي تقدير اخبرتها بالعدوان القادم وبالطبع هي تدري  ، فالحامي هو قوة الدولة ذاتها وشعبها ومشتركاتها مع اشقائها .

وفي ضوء هذه المعادلات المؤلمة للشعوب العربية ، ماذا حقق اتفاق أو مشروع ابراهام ، لقضايا العرب وفي المقدمة القضية الفلسطينية ، ومن كان المستفيد منها ، العرب أم إسرائيل اواللوبي الصهيوني الأمريكي ، في حقيقة الامر لم يحقق العرب أي فائدة لا من حيث تخلي إسرائيل عن عدوانيتها ولا وقف الزحف المستمر لتهويد الضفة الغربية ولا في التزام إسرائيل باتفاقياتها مع منظمة التحرير الفلسطينية بحل الدولتين ولا القبول بمشروع المملكة العربية السعودية الأرض مقابل السلام ولا احترام كل المشاريع والقرارات الأممية الخاصة بحق الشعب الفلسطيني في وطنه وإقامة دولته المستقلة على حدود الخامس من حزيران عام  1967ولا التوقف عن هدم القدس وتهويدها، إذن لم يستفيد العرب من ابراهام ، مما جعل إسرائيل تتمادى اكثر فاكثر في سوريا تقتل وتحتل الأراضي وفي لبنان تقتل وتحتل وفي غزة تحرق وتبيد البشر وتدمر الحجر وفي اليمن تقتل وتحرق ، والان في الخليج العربي تهاجم قطر وتقتل ، ويؤكد نتن ياهو من أنه مستمر بضرب قطر مادام فريق حماس المفاوض فيها ، يتحدث عن ذلك بصلافة ، ورئس الكنيسة من الليكود هو ايلو حنا يعتبر اختراق إسرائيل للدولة القطرية هو بداية المشروع الإسرائيلي للشرق الأوسط . العرب مطلوب منهم الوحدة والتضامن وتفعيل الاتفاقات بينهم ، والعالم الان ينهض بتكتلات وتجمعات خارج أوروبا وامريكا ، وعلى العرب النهوض من اجل كرامتهم .

ملاحظة للدكتور العزيز احمد عبد المجيد إذا لم ينشر في الجريدة وليس في الموقع أرجو تركه لي لكي انشره في مكان اخر . مع محبتي   


مشاهدات 73
الكاتب جاسم مراد
أضيف 2025/09/13 - 12:08 PM
آخر تحديث 2025/09/13 - 2:07 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 448 الشهر 9044 الكلي 11926917
الوقت الآن
السبت 2025/9/13 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير