بين وزير متأسلم وألباني
منير حداد
إشتجرت عام 2013 في مشاكل نشبت بيني وأحد كبار مقربي رئيس الوزراء.. حينها، ليس من أقاربه لكنه يحتفظ بعلاقة أخوية معه منذ أيام المعارضة، يستمع إليه مصغياً بقناعة مسبقة، عازماً على تلقي ما سيقول “صواباً” قبل أن يتلفظه فيعرف إن كان صحاً أم (خرط).
يسمع له مسلماً، حتى لو أشار الى أن الأسودَ أبيضَ، يراه أبيضَ بمشيئة سحر إستسلامه لصديق غابر، قطع رواتبي.. عدا راتباً بسيطاً من مؤسسة السجناء السياسيين، لا يكفي لإعالة أسرتي في اليونان، ولم أعد.. بعد.. للمحاماة؛ فذهبت الى وزير مهم إبان المعارضة سجين سياسي ومظلوم من صدام مثلي؛ آملاً بإنتصاره لي... إستقبلني بحفاوة مكرماً وفادتي، حتى أوشكت على تصور نفسي نبياً؛ هكذا هيمن ترحابه على إحساسي بالهضيمة وأنا أرى حقوقي تسفح هدراً؛ بغية التنكيل وتصفية حسابات شخصية، لا يرتضيها الرب.
تطامنت غائلة الجوع ورهبة الفقر التي تترصدني بالإصرار المستشار المزاجي لرئيس الوزراء، على”دوسة البخت” إذاءً سيوقفه الرب طويلاً عنه.
حملت مع مضيفي الوزير أوراقاً لشركة أجنبية، طالباً منه عقداً نظيفاً ليس فيه شبهة فساد؛ عسى أن أستفيد ما يعيد التوازن المالي للوضع المنهار الذي أخوضه في ظل غلاء العيش من دون رواتب ولا عمل.
وعدني خيراً، وأعطاني رقمي هاتفه وهاتف سكرتيرته، وسرحني بالكنافذ مسروراً؛ إذ إتصلت به بعد إيام، فوجدت الرقمين خارج نطاق الخدمة، عائداً للغوص في بحر الحسرات، وقد تضاعف إحساسي بالهوان... علماً بأن هذا الشخص من أهل الدين وعائلته معروفه بتقواها.
ربِ إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين؛ فلم يكلني الله الى أحد؛ حيث مكنني من الإرتقاء برزق عائلتي الموهوب من الله الى ما يفوق الذي كنت أنتظرره من بشر!!!
هذا إنموذج يرائي بالدين، في حين قواد ألباني.. يدير شؤون الغرائز، قصدته برفقة صديق أسباني توسط بيننا؛ طالباً معونته بترويج معاملة رسمية معقدة.. إستجاب بصدق وإلتزام.. أنجز المهمة رافضاً تقاضي أجور نظير خدمته الإنسانية، مكتفياً بفنجان قهوة يونانية في كافيه قريبة من داري…