الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
العراق بين ضغوط التطبيع وإرادة الصمود.. دروس الماضي ورهانات المستقبل

بواسطة azzaman

العراق بين ضغوط التطبيع وإرادة الصمود.. دروس الماضي ورهانات المستقبل

عباس النوري العراقي

 

شهدت المنطقة العربية تطوراً بالغ الخطورة مع العملية الإسرائيلية الأخيرة في قطر التي استهدفت قادة من حركة حماس. هذه العملية لم تكن مجرد اغتيال لقيادات مقاومة، بل كانت مؤشراً خطيراً ورسالة تخويف موجّهة إلى بقية الساسة العرب: كل من يرفع صوته ضد إسرائيل قد يصبح هدفاً للتصفية.

لكن، إذا كان العدو يسعى إلى فرض هيمنته عبر الرعب والاغتيالات، فإن التاريخ يؤكد أن الشعوب الحرة هي التي تنتصر في النهاية، لا المشاريع المفروضة بالقوة.

العراق والقضية الفلسطينية عبر التاريخ

منذ الأربعينات وحتى اليوم، ظل العراق حاضراً في معركة فلسطين. شارك الجيش العراقي في حرب 1948، وقدّم الشهداء على أرض فلسطين، وفتح حدوده وإمكاناته لدعم المقاومة في مراحل متعددة. حتى في أصعب ظروف الحصار والحروب الداخلية، بقي العراق صوته عالياً في نصرة القدس.

هذا الإرث التاريخي ليس مجرد ذكرى، بل هو دليل على أن الهوية العراقية مرتبطة عضوياً بالقضية الفلسطينية، وأن أي محاولة لقطع هذا الخيط ستكون محاولة ضد روح العراق نفسه.

السؤال المحوري اليوم

هل سيبقى العراق وفياً لتاريخه ومبادئه، أم يرضخ للضغوط الخارجية ويختار بين معسكرين:

الجبهة الإيرانية المقاومة التي ترفع شعار مواجهة الاحتلال.

المحور الصهيو-أمريكي الذي يفتح باب التطبيع بوهم حماية المصالح؟

الجواب مرهون بوعي الشعب وإرادة القيادة، فالعراق ليس مجرد "تابع" في المعادلات الدولية، بل هو ركيزة إقليمية تستطيع أن ترسم مساراً ثالثاً يقوم على السيادة الوطنية والاستقلالية.

التحديات والفرص

نعم، هناك خطر من الضغوط الاقتصادية والسياسية.

نعم، هناك انقسام داخلي يضعف القرار العراقي.

لكن في المقابل، هناك فرصة تاريخية: إرادة شعبية رافضة للتطبيع، وتاريخ طويل من التضحية، وإمكانية أن تنهض قيادة وطنية حكيمة تعيد رسم دور العراق في المنطقة.

مقترحات عملية لبناء المستقبل

1. إطلاق ميثاق وطني يؤكد رفض التطبيع كخيار شعبي وسياسي.

2. توحيد الصف الداخلي عبر مصالحة حقيقية تعطي الأولوية لمصلحة المواطن.

3. محاربة الفساد بجدية، لأنه أخطر من أي عدو خارجي.

4. تعزيز الدبلوماسية المتوازنة مع كل القوى الدولية، دون الوقوع في فخ التبعية.

5. تفعيل الوعي المجتمعي والإعلامي لربط الأجيال الجديدة بتاريخ العراق في دعم فلسطين.

نحو أفق متفائل

إن الاغتيال الإسرائيلي لقيادات حماس في قطر هو جرس إنذار لكل ساسة المنطقة: الرسالة واضحة، "إما الخضوع أو التصفية". لكن العراق، بتاريخ حضارته الممتدة لآلاف السنين، وبإرادة شعبه القوية، قادر على قلب المعادلة. فالإرادة الشعبية حين تتلاحم مع قيادة وطنية حكيمة تولد النصر وتكتب مستقبلاً مشرقاً للأجيال القادمة.

شعار تعبوي:

???????? العراق يختار المقاومة… والإرادة الشعبية تصنع النصر


مشاهدات 48
الكاتب عباس النوري العراقي
أضيف 2025/09/10 - 2:10 PM
آخر تحديث 2025/09/11 - 7:21 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 210 الشهر 7506 الكلي 11925379
الوقت الآن
الخميس 2025/9/11 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير